تفنيد أكذوبة “جمعة رجب” وتعزيز الهوية اليمنية المستقلة
الثلاثاء 31 ديسمبر 2024 - الساعة 08:37 مساءً
د . نادين الماوري
مقالات للكاتب
1. الإسلام في اليمن: رسالة النبي إلى 36 قيلاً
النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يرسل دعوته للإسلام عبر السيف أو القوة العسكرية، بل عبر الحكمة والبلاغة. فقد بعث رسائله إلى 36 من أقيال اليمن، دعاهم فيها إلى الإسلام، وقد استجاب العديد منهم بشكل فوري ودون تردد. هذه الرسائل أظهرت ذكاء الرسول صلى الله عليه وسلم في مخاطبة الزعماء، ما أدى إلى دخول الإسلام تدريجياً إلى اليمن.
2. دور معاذ بن جبل وعلي بن أبي طالب
• معاذ بن جبل، رضي الله عنه، أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن في رمضان من العام التاسع للهجرة لتعليم أهلها الإسلام، وليس لإدخالهم فيه؛ إذ كان كثير منهم قد أسلموا مسبقًا.
• أما علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فقد وصل إلى أطراف نجران فقط، حيث لحق بخالد بن الوليد لتقسيم الغنائم. هذا الحضور لا علاقة له بدخول الإسلام إلى اليمن، بل كان مجرد جزء من حملة عسكرية عادية.
3. الغنائم وتقسيمها بين علي وخالد
واقعة تقاسم الغنائم بين علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد تؤكد أن علي لم يدخل اليمن، بل التقى بخالد وهو عائد من نجران. هذا اللقاء كان عابرًا، ولم يكن له أي دور في دخول الإسلام إلى اليمن أو نشره.
4. أكذوبة جمعة رجب وأصولها
• أول ذكر لما يسمى بـ”جمعة رجب” كان على يد ابن المجاور (690هـ)، وهو مصدر مليء بالخرافات، حيث تحدث عن كرامات مزعومة تتعلق بالصلاة في جامع الجند.
• الأكذوبة كانت محاولة لترسيخ النفوذ السلالي وربط الإسلام بقدوم علي بن أبي طالب.
• الحقيقة أن “جمعة رجب” تم استيرادها من طقوس الشيعة الاثني عشرية في العراق وبلاد فارس في القرن السادس والسابع الهجري، حيث يعتبرون شهر رجب مقدسًا، وله طقوس خاصة لديهم مثل صلاة الرغائب.
5. الأبعاد السياسية والدينية لأكذوبة جمعة رجب
• تستخدم هذه الخرافة لترسيخ مفهوم الولاء للسلالة الهاشمية وربط الإسلام بوجودهم.
• شهر رجب لدى السلاليين يتجاوز كونه مناسبة دينية إلى كونه رمزًا سياسيًا لفرض الهوية السلالية في اليمن.
6. اليمنيون: هوية مستقلة وإسلام بلا وسيط
• اليمنيون لم يكونوا بحاجة إلى وسيط سلالي للدخول في الإسلام؛ فقد كانت رحلاتهم التجارية وتفاعلهم مع الدعوة الإسلامية كافية لتبني الدين الجديد.
• دخولهم الإسلام كان نابعًا من إرادة حرة، لا رهبة ولا رغبة في السلالة.
7. الخلاصة :
“جمعة رجب” ليست سوى أداة سياسية تم توظيفها من قبل السلاليين لترسيخ خرافة دينية تربط الإسلام بالسلالة الهاشمية. الحقيقة التاريخية تُثبت أن اليمنيين أسلموا قبل معاذ وعلي، وأن دينهم كان قرارًا حرًا ومستقلًا عن أي وصاية خارجية.
▪︎ اكاديمية ودبلوماسية سابقآ