تعز المحتلة.. كيف أفسد حزب الإصلاح حلم المدينة وأغرقها في الدماء؟

الاحد 05 يناير 2025 - الساعة 12:33 صباحاً

 

دخلت محافظة تعز نفقًا مظلمًا وقاتمًا منذ أن سيطر عليها حزب التجمع اليمني للإصلاح، فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بعد العام 2015م بحجة استعادة الدولة. وعلى الرغم من أن تحرير الأجزاء المحررة من محافظة تعز قام به ما سمي باللواء 35 مدرع، الذي كان يقوده العقيد عدنان الحمادي، صاحب أول طلقة ضد انقلاب الحوثي، وهو رجل عسكري متمرس وحاصل على ماجستير في القيادة والأركان، بمعية كتائب أبو العباس المعروفة بتوجهها السلفي، إلا أن هناك مشاركة ضئيلة لمليشيات جمعها الشيخ حمود المخلافي من بعض العائدين من أفغانستان وبعض الشباب المتحمس. المخلافي هو شيخ غير متعلم بشكل جيد، ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين فرع اليمن، والمعروفة بحزب التجمع اليمني للإصلاح، ولديه سوابق قضايا قتل ونهب أراضٍ.

 

استغل حزب الإصلاح وجود علي محسن الأحمر نائبًا لرئيس الجمهورية، حيث مكّن أعضاء الحزب من مفاصل الجيش والأمن والسلطة المحلية في تعز، وأزاح قادة اللواء 35 مدرع باغتيال قائده وتهجير وملاحقة القادة الآخرين. كما تم إزاحة أبو العباس وإخراجه من تعز بمعارك دامية راح ضحيتها المئات. وبهذا تمكن حزب التجمع اليمني للإصلاح من السيطرة على تعز وتضييق الخناق عليها. تولى ملف الجيش شخص يدعى عبده فرحان المخلافي، وهو منتمي لحزب الإصلاح ومن المجاهدين العرب الذين شاركوا في حرب أفغانستان، بينما تولى الملف الأمني شخص يدعى أمين عبده سعيد. وعلى الرغم من التعيين الشكلي لقائد محور ومدير أمن، إلا أن هذين الشخصين هما من يديران الملفين العسكري والأمني. وعلى الرغم من هروب الشيخ حمود المخلافي إلى تركيا، إلا أنه لا يزال لديه مليشيات مستقلة تتبعه بشكل مباشر وتحظى بدعم وتأمين وحماية من قبل القائد العسكري والقائد الأمني. وعلى رأس هذه المليشيات شخصيات مثل خطاب الياسري وصادق سرحان وأولاده وشخص يُلقب بحردون وآخرون.

 

منذ ذلك الحين أصبحت تعز مرتعًا للجريمة والفساد بعد أن كانت عاصمة الثقافة والمدنية والعلم والفنون. جل الجرائم المرتكبة في تعز لا تخرج عن هذه الدوائر الثلاث أعلاه، التي يمثل واجهتها المدنية شخص يدعى عبد الحافظ الفقيه، رئيس حزب الإصلاح في تعز. بل إن معظم القتلة لديهم أرقام عسكرية ومنضوون تحت الألوية المتفرقة لمحور تعز العسكري، الذي يقوده شخص منتمي لحزب الإصلاح يدعى خالد فاضل، وهو يأتمر بأوامر عبده فرحان المخلافي. كما أن شقيق خالد فاضل مدان بجرائم قتل ومطلوب للعدالة، لكن شقيقه يتستر عليه كما يتستر قادة الدوائر الثلاث أعلاه على كل القتلة وناهبي الأراضي والمنازل، حيث يعتمدون هذه الوسائل كمصدر دخل للأفراد.

 

دماء تعز لا تكف عن النزيف، وأراضيها تُنهب، ومنازلها تُحتل، بينما الفاعلون يتجولون في وضح النهار بأرقام عسكرية تحت مظلة محور تعز العسكري. وعلى الرغم من تصاعد الجرائم بشكل يومي، لم نسمع يومًا عن القبض على قاتل أو لص أو ناهب أراضٍ. بل العكس، يتم التضحية بضحايا أبرياء لا علاقة لهم لتهدئة الشارع، ثم يُطلق سراحهم لاحقًا بعد أن تهدأ العاصفة.. قضية قتل والد الإعلامية غدير الشرعبي ليست سوى مثال صارخ في سلسلة طويلة من الجرائم التي تُرتكب في تعز بلا عقاب، في ظل حماية وتواطؤ قيادات عسكرية وأمنية يجب أن يكونوا في السجون بدلاً من مواقع القيادة.

 

وعلى الرغم من أن جميع القادة العسكريين والأمنيين في تعز مطلوبون للعدالة لدى محكمة عدن الابتدائية ومدانون بجرائم قتل وتستر على قتلة، إلا أن مجلس القيادة الرئاسي الهش، الذي يترأسه رشاد العليمي، لم يحرك ساكنًا حتى الآن على الرغم من المطالبات الشعبية المستمرة بإحداث تغيير في السلكين العسكري والأمني في تعز. لم يعد هذا الصمت حيادًا، بل هو شراكة صريحة في سفك دماء الأبرياء ونهب حقوقهم وأراضيهم.

 

وهكذا أصبحت تعز جرحًا نازفًا يُسفك دم أبنائها على الطرقات، وتُنتهك أراضيهم ومنازلهم وحقوقهم في ظل قبضة قهرية من حزب التجمع اليمني للإصلاح وقمع للحريات الإعلامية والصحفية، وفي ظل تستر على المجرمين والقتلة وتغاضي مجلس القيادة الرئاسي، الذي يعد شريكًا في كل قطرة دم تُسفك وكل حق يُنهب.

 

تعز اليوم ليست مجرد مدينة جريحة، بل هي شاهد حي على تواطؤ مجلس القيادة الرئاسي مع المليشيات، وعنوان صارخ لانهيار الدولة في اليمن. لن يكون هناك مستقبل لتعز، طالما بقيت رهينة لهذا التحالف الدموي بين الإصلاح ومجلس القيادة الرئاسي الهش الذي يكتفي بالتفرج على المدينة وهي تنزف بإستمرا.

111111111111111111111

علي القليصي

2025-January-05

هذا من أرامل المرحوم بالثلاجة المنكبين على و جوههم المتفاخرين بؤستهم المصفره

علي القليصي

2025-January-05

هذا من أرامل المرحوم بالثلاجة المنكبين على و جوههم المتفاخرين بؤستهم المصفره


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس