نقابة المعلمين تعز من نقابة لهم إلى نقابة عليهم !

الثلاثاء 21 يناير 2025 - الساعة 11:42 مساءً

 

من منا لا يتذكر الأيام الخوالي لنقابة المعلمين فرع تعز والبطولات والضغوطات التي كانوا يمارسونها أيام حكم الرئيس صالح عندما كانوا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لأسباب هزيلة جدًا تصل في ابشع الظروف الى استقطاع مبلغ (١٠٠٠ ريال) وهو لا يتعدى في مجمله حاجز القسط اليومي الذي كان يتحصل علية المعلم انذاك 

 

ما الذي تغيّر اليوم يا نقابة المعلمين عندما شبعتم وأصبحتم رديفًا للسلطة، تغالطون المعلمين على حساب مصالحكم الشخصية في قيادة النقابة؟ وعوضًا عن وقوفكم البديهي مع مصلحة المعلم الذي أنتم منهم وفيهم، وهم اليوم يشعرون بغدركم الكبير لهم ولمطالبهم عندما وجدوا أن شوكة مواقفكم قد تغيّرت 180 درجة وأصبحتم مداهنين للسلطة المحلية وحامي حماها الأول.

 

ثم هل يعقل يا نقابة المعلمين أن تتحولوا إلى أداة تعرقل المساعي والحقوق المطلبية للمعلم الذي واصل التدريس لعشر سنوات وبأجور سحيقة لا يقبل بها أدنى رجل يحمل من العقل القليل؟ هل جربتم أن تسألوا أنفسكم ذات يوم كيف ولماذا ومن أين يصرف المعلم الذي يقع على عاتقه ويُندرج ضمن نطاق مسؤولياته إعالة أسرة كبيرة؟ وهل يكفيه ذلك الراتب الذي فاقه في المجمل العام حتى إعانات الضمان الاجتماعي؟

 

وحده هذا الزمن الأغبر من أوصل المعلم إلى قناعة وحالة بؤس كبيرة جعلته يتمنى في الكثير من الأحيان أن يكون له مهنة أخرى غير مهنة الأستاذية التي أوصلته إلى حافة الهاوية، فلا هو قادر على تركها والذهاب للبحث عن مهنة أخرى تقيه بؤس الحياة، لأن الوقت لم يعد يسعفه للتبديل والتحويل والبحث عن أعمال أخرى تقي شرور فساد المسؤول وغلاء المعيشة التي باتت تفتك به وبأسرته أمام مرأى ومسمع الحكومة ومجلس القيادة ومن خلفهم داعمهم الكبير تحالف دعم الشرعية. ولا هو قادر على الاستمرار في منح الأجيال القيمة العلمية للمنهج أو المادة التي تندرج ضمن إطار تخصصه، وأصبح لا يذهب عند كل صباح إلى المدرسة إلا لغرض إسقاط الواجب وتحضير اسمه في حافظة الدوام. وما الصراعات والاقتتال والشد والجذب الذي يحصل حاليًا على كل المستويات إلا انعكاس حقيقي لغياب دور المعلم علميًا ومهنيًا وحتى تربويًا.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس