تَفاهةٌ في زمنِ الحرب: كيف تُحاربُ الميليشيا وعيَ اليمنيين؟"

السبت 01 فبراير 2025 - الساعة 11:54 مساءً

 

في زمنٍ تَشْتَعِلُ فيه نيرانُ الحربِ، وتُثْقِلُ كاهلَ الوطنِ الجِراحُ، يَغدو سلاحُ التَّفاهةِ أشدَّ فتكًا من الرصاص. فبينما يُكافحُ اليمنيون من أجل البقاء، تُحاولُ ميليشيا الحوثي تخديرَ وعيِهم وتزييفَ إدراكِهم، مُستغلةً ضعفَ الوعي لدى البعض، ومُقدمةً لهم محتوىً تافهًا يُلهيهم عن قضاياهم المصيرية.

 

لا شكَّ أنَّ الترفيهَ والضحكَ هما حقٌّ مشروعٌ لكلِّ إنسان، ولكنَّ المُشكلةَ تَكمنُ في استغلالِ هذا الحقِّ لخدمةِ أجنداتٍ خفية. فالميليشيا تُقدمُ التَّفاهةَ كبديلٍ عن الوعي، وتُحوِّلُ الضحكَ إلى تخديرٍ، وتُزيِّنُ الباطلَ بِبِرْيقِ الزيف.

 

فقد أصبحت المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات  هذا أسيرةً للتفاهة والتخدير، حيث يبحث الكثيرون عن مُغَيِّبَاتٍ للعقول تُبعدهم عن قضاياهم الحقيقية وحقوقهم المشروعة. لقد باتَ الترفيه السطحي والضحك الزائف هما المُبتغى، وتَغَيَّبَ الوعي بأهمية المعرفة والقراءة والكتابة.

 

ويُعاني الكُتَّاب والمثقفون اليمنيين من عزوفِ الناس عن قراءة أعمالهم الهادفة، بينما يتهافتُ الآلاف على مُتابعةِ مُنتجي التفاهة الذين يُقدمون محتوىً فارغًا لا يُغذي العقل ولا يُنمي الوعي. لقدْ تراجعتْ قيمةُ الكِتابِ والصحفي والمؤلف، وحلَّ محلهم أشخاصٌ يُقدمون محتوىً تافهًا مُغلفًا بقوالبَ مُختلفةٍ تَخدمُ أجنداتٍ مُعينة.

 

إنَّ هذا الواقعَ المريرَ يدعونا إلى التساؤل عن دورنا ككُتَّابٍ ومثقفين، وكيفَ لنا أنْ نُواجهَ هذا التيارَ الجارفَ من التفاهة. علينا أنْ نُضاعفَ جهودَنا لتقديم محتوىً هادفٍ وجذابٍ، وأنْ نستخدمَ كافةَ الوسائلِ المتاحةِ للوصولِ إلى الجمهور. يجبُ علينا أيضًا أنْ نُشجعَ القراءةَ والكتابةَ، وأنْ نُنميَ الوعيَ بأهميةِ المعرفةِ والثقافة.

 

إنَّ المعركةَ ضدَّ التفاهةِ ليستْ سهلةً، ولكنها ضروريةٌ لبناءِ مجتمعٍ واعٍ ومُثقفٍ يُدركُ حقوقَهُ وواجباتِهِ.

 

مايحدث في اليمن. التفاهة والتخدير يلعبان دوراً خطيراً في ترسيخ سلطة الميليشيا الحوثية. إليك 

 

  استغلال التفاهة: الميليشيا تستغل ضعف الوعي لدى البعض، وتقدم لهم محتوى تافهاً ومُسلياً، لكنه في الحقيقة يُخدر عقولهم ويصرفهم عن قضاياهم الأساسية. هذا يُسهل على الميليشيا تمرير أجنداتها وأفكارها المضللة.

 

 التأثير على الهوية: من خلال الترويج للتفاهة، تُحاول الميليشيا طمس الهوية اليمنية الأصيلة، وتشويه التاريخ، وتقديم صورة مشوهة عن الوطن. هذا يُضعف الانتماء الوطني ويُسهل السيطرة على الناس.

 

 الجهل والتضليل: الأشخاص الذين يستهلكون التفاهة في الغالب يفتقرون إلى المعرفة والثقافة، وهذا يجعلهم أكثر عرضة للتضليل والاستغلال. الميليشيا تستغل هذا الجهل وتنشر الشائعات والأكاذيب لخدمة مصالحها.

 

  فقدان الوعي بالحقوق: عندما ينشغل الناس بالتفاهة، فإنهم ينسون حقوقهم الأساسية، مثل حرية التعبير، والمساواة، والعدالة. هذا يُمكن الميليشيا من انتهاك هذه الحقوق دون أن يجدوا مقاومة كبيرة.

 

تأثير على الأجيال الشابة: التفاهة تُؤثر بشكل خاص على الأجيال الشابة، التي تنشأ في بيئة تفتقر إلى الوعي والنقد. هؤلاء الشباب يصبحون أكثر عرضة للتأثر بأفكار الميليشيا، ويصعب عليهم تكوين رؤية مستقلة عن الواقع.

ما العمل؟ وما واحبنا.. لمواجهة هذا الوضع الخطير، يجب علينا:

 نشر الوعي: يجب علينا ككُتَّاب ومثقفين وصحفيين أن نُضاعف جهودنا لنشر الوعي بين الناس، وتبيين خطر التفاهة والتخدير.

 

 تقديم محتوى هادف: يجب علينا أن نقدم محتوى هادفاً ومفيداً للناس، يُنمي عقولهم ويُشجعهم على التفكير النقدي.

 

 تشجيع القراءة: يجب علينا أن نُشجع الناس على القراءة والكتابة، لأن المعرفة هي السلاح الأقوى ضد التضليل.

 

  دعم التعليم: يجب علينا أن نُطالب بتحسين جودة التعليم في اليمن، حتى يتمكن الشباب من اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات.

 

 فضح الميليشيا: يجب علينا أن نفضح ممارسات الميليشيا، وكشف أكاذيبها وشائعاتها.

 

فضحُ الميليشيا: يجبُ علينا أنْ نفضحَ ممارساتِ الميليشيا، وكشفَ أكاذيبِها وشائعاتِها.

 

اليمنُ يستحقُ الأفضل:  بلدٌ عظيمٌ بتاريخٍ عريقٍ وحضارةٍ ثرية. يجبُ علينا أنْ نُناضلَ من أجلِ مستقبلٍ أفضلَ لليمن، مستقبلٍ يسودُهُ الوعي والمعرفةُ والثقافة، لا التَّفاهةُ والتخدير.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس