في يومها العالمي واقع الإذاعة في المناطق المحررة

الخميس 13 فبراير 2025 - الساعة 10:41 مساءً

 

تعتبر الإذاعة من أهم وسائل الإعلام التي تلعب دوراً محورياً في تشكيل الوعي المجتمعي ونشر المعلومات الهامة. لكن في المناطق المحررة في اليمن، يعاني قطاع الإذاعة من مشكلات عديدة تتعلق بالاستدامة والتمويل وعدم الدعم الحكومي الكافي. هذه المعوقات تؤدي إلى ضعف الأداء الإعلامي، مما يزيد من معاناة المجتمع الذي يتوق إلى المعلومات والتوعية بل والمتعة أيضاً.

 

تظهر الأرقام بالصفر أن هناك إهمالاً كبيراً من السلطات المعنية في تقديم الدعم لوسائل الإعلام المحلية في اليمن، حيث لا توجد إذاعة تتبع الحكومة الشرعية أو تغطي مناطق تحت سيطرة المليشيات الحوثية. في الوقت ذاته، يدير الحوثيون أكثر من 34 إذاعة تروج لأفكارهم وتنشر أفكاراً إرهابية وتحريضية، مما يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.

 

تستخدم المنشآت الإعلامية التابعة للحوثيين كل الطقوس التي تخدم مشاريعهم الخاصة وتحشد المجتمع من خلال الإذاعات، مما يسهم في تجهيل المجتمع وإخضاعه لسيطرتهم. وبالرغم من جميع هذه الجهود التي يقومون بها، إلا أننا لا نرى أي دعم من المجلس الرئاسي أو الحكومة المعترف بها دولياً لإذاعات محلية تعمل ضمن الإطار الشرعي وتسعى للتوعية ونقل الحقائق.

 

هذا الواقع يعكس مدى الإهمال والتقصير الذي تعاني منه السلطات المعنية في اليمن، ويجب عليها أن تولي اهتماماً خاصاً لدعم وتشجيع وسائل الإعلام المحلية التي تعمل على نقل الحقائق وتوعية المجتمع. إذ أن الإعلام يلعب دوراً حيوياً في نشر الوعي وتعزيز الديمقراطية وبناء مجتمع قائم على القيم والمبادئ السليمة.

 

ومن الضروري أن تعمل الحكومة والسلطات المختصة على تحديد الإعلام الذي يتبع المعايير الأخلاقية والشرعية ويسهم في تعزيز الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي. إذ لا يمكن لليمن أن تعود مجتمعاً قوياً ومترابطاً إلا من خلال دعم وتعزيز وسائل الإعلام المحلية التي تعمل بأمانة ومسؤولية على خدمة الوطن والمواطنين.

 

وتتجلى معاناة سكان هذه المناطق في عدم قدرتهم على الوصول إلى المعلومات الحقيقية والدقيقة. فعلى الرغم من وجود الإذاعات الحوثية، إلا أن المحتوى المقدم يفتقر إلى التنوع والموضوعية، حيث يركز بشكل رئيسي على الدعاية لمشاريع الحوثي، ويفتقر إلى أي محتوى يعكس صوت المجتمع أو قضاياه الحقيقية. كما أن معظم السكان يعتمدون على المذياع لتلقي المعلومات، نتيجة لعدم توفر الطاقة الكهربائية وإمكانية الوصول إلى وسائل الإعلام الحديثة.

 

تظهر هذه الوضعية كيف أن الفساد وضعف القيادة الثقافية والسياسية يؤثران سلباً على الإعلام والإعلاميين في اليمن. العديد من القيادات الحالية لا تمتلك الرؤية أو القدرة على تطوير هذا المجال، مما يجعل من الصعب تحقيق دعم فعّال للإذاعات المحلية. فبدلاً من العمل على تعزيز قدرات الإعلام كأداة للتوعية والديمقراطية، نجد أن الحكومة تتجاهل ملف الإعلام وتركز على مشاريعها الخاصة، وهو ما يتجلى في عدم وجود استراتيجية واضحة لدعم الإذاعات المحلية.

 

في ظل هذه الظروف، يجب أن تكون هناك دعوة حقيقية للحكومة وللمعنيين بالاعلام لتبني سياسات داعمة لوسائل الإعلام لا سيما الإذاعات المحلية. فالإذاعة ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل هي وسيلة أساسية للتوعية ونشر المعلومات في مجتمعات عانت من الحرب والصراع لفترات طويلة. كما يجب العمل على تعزيز الشفافية وتوفير بيئة مناسبة للإعلاميين لكي يستطعوا العمل بحرية ودون خوف.

 

وفي ختام القول، يمكن القول إن دعم الإذاعات في المناطق المحررة يمثل خطوة حيوية نحو بناء مجتمع مستنير وقادر على إحداث التغيير. لذلك، يجب على الحكومة العمل بجدية على تلبية احتياجات الإعلام المحلي والتعاون مع الجهات المعنية لتوفير الدعم الضروري للإذاعات من أجل تعزيز العمل الإعلامي وتقديم محتوى يلبي احتياجات المجتمع.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس