" كذبة جحا " و مهزلة ترقيع ألسنة الدراسية !
الاربعاء 19 فبراير 2025 - الساعة 11:14 مساءً
يقال أن جحا أراد يوماً أن يتخلص من بعض الناس ويصرفهم من حوله فقال لهم : بأن هناك من يوزع الدراهم و الدنانير على الناس في السوق ، فصدقوا كذبته وهرعوا مسرعين باتجاه السوق ، وهنا حدث جحا نفسه قائلا : وماذا لو كان هناك فعلا من يوزع الدنانير على الناس في السوق ، فصدق كذبته واسرع مهرولا وراء من كذب عليهم نحو السوق لعله يحصل على بعض الدراهم والدنانير !
تذكرت قصة جحا وكذبة جحا وانا أقرأ مذكرة مدير عام مكتب التربية في تعز الموجهة إلى إدارات التربية في المديريات بخصوص اختبارات الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي ، ويبدو أن حضرة المدير وبعد التقارير التي رفعها إلى الوزارة بأن العملية التعليمية في تعز مستقرة وتسير بشكل طبيعي و على خير ما يرام ولا ينقصها إلا مسك الختام ، يبدو أنه قد صدق نفسه وصدق تقاريره فبادر إلى إصدار قرار " الترقيع " وسارع إلى توجيه المذكرات بما فيها من توجيهات بتحديد مواعيد الإختبارات واختتام السنة الدراسية ، محددا مواعيد إلزامية ومشددا على الالتزام بما ورد من مواعيد معدلة و بما ورد في الخطة الوزارية ، مع طرح بعض الخيارات والعروض الرمضانية المغرية.. ،
في مهزلة جديدة ومحاولة هزلية لترقيع السنة الدراسية الحالية ، وفي نوع من الاستخفاف بالتربويين والتربية والتعليم والطلاب وأولياء الأمور و المجتمع ، و بإصرار غريب على التهرب من مواجهة الحقيقية ومواجهة الواقع على الأرض والبحث عن حلول حقيقية وواقعية وعملية ، و في إصرار عجيب على الاستمرار في إتباع سياسة التهرب و التجاهل و الترقيع و الالتفاف والاستخفاف ..،
بادر" جحا " إلى رفع التقارير و إصدار القرارات وتوجيه التوجيهات متجاهلا لما هو قائم على أرض الواقع و لكل ما يدور من حوله ولمطالب وحقوق المعلمين والتربويين وللاضراب المستمر منذ بداية الفصل الدراسي الثاني وللمسيرات والاحتجاجات المتواصلة منذ اشهر وكأنه يعيش في كوكب آخر أو أنه لا يدرك ولا يرى ولا يسمع ، فمن أين لنا " بنملة سليمان " لكي تنبه حضرة المدير لجموع " النمل التربوي " وتلفت نظره لعله يلتفت إليهم ويدرك وجودهم ويسمع صوتهم..،
فما هو رأي " جحا السلطة المحلية " بقرارات وتوجيهات " جحا التربية " ؟!
وما رأي " جحا الوزارة " و " جحا الحكومة " بقرار وتوجيهات " جحا المكتب " ؟!
وما هو رأي الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع ، وما موقفهم من هذا القرار وهذه التوجيهات وهذه المهزلة ؟!
وما هو موقف المعلمين والتربويين والنقابات التربوية ؟!