جامعة صنعاء تُهان: شهادة ماجستير لمهدي المشاط أم شهادة وفاة للتعليم؟

السبت 22 فبراير 2025 - الساعة 08:16 مساءً

 

في مشهد يُلخّص حجم الانحطاط الذي وصلت إليه مؤسسات الدولة تحت سيطرة المليشيا الحوثية، منحت جامعة صنعاء درجة الماجستير لمهدي المشاط، أحد أبرز قادة الجماعة، رغم أن الرجل لا يمتلك حتى شهادة ابتدائية! هذا الحدث ليس مجرد عبث أكاديمي، بل هو اغتيالٌ متعمدٌ لقيمة التعليم، وإعلانٌ صريحٌ بأن الولاء صار أهم من الكفاءة، وأن الجهل أصبح معيار الترقية في “عهد الإمامة الجديدة”.

 

حين يصبح الجهل مؤهلًا علميًا!

 

لطالما كانت جامعة صنعاء منبرًا للفكر والعلم، لكنها اليوم تحولت إلى مجرد أداة دعائية تمنح الشهادات لمن لا يملكون أي مؤهلات سوى الولاء الأعمى لمليشيا تعيد إنتاج حكم الأئمة بثوب جديد. كيف يُمنح رجل مثل مهدي المشاط شهادة أكاديمية في حين أن الآلاف من الأكاديميين والطلاب يعانون القمع والتهميش؟

 

مهدي المشاط، الذي لم يُعرف عنه سوى الخطابات المليئة بالكراهية والجهل، يحصل على شهادة ماجستير، بينما يُحرم الأساتذة من أبسط حقوقهم، والطلاب من التعليم النزيه. هل هذا هو “العهد العلمي الجديد” الذي وعد به الحوثيون؟

 

لجنة المناقشة: سقوط الأكاديميين في مستنقع العبودية

 

لكن الفضيحة لا تتوقف عند منح الشهادة، بل تمتد إلى لجنة المناقشة، التي ضمت أسماء مثل الدكتور منصور الزنداني، رجل أمضى عقودًا في جامعة صنعاء، وأصبح نائبًا في البرلمان، لكنه اليوم يقف في صفوف من يشرعنون المهزلة.

 

كيف يرضى أكاديمي مثل الزنداني أن يكون شاهد زور على اغتيال التعليم؟ كيف يمكن لأستاذ جامعي أن يوافق على منح شهادة لشخص لا يملك أي مؤهل سوى كونه قياديًا في جماعة مسلحة؟ هل أصبح الخضوع للمليشيا شرطًا للبقاء في المؤسسات الأكاديمية؟

 

الجامعة المختطفة: من صرح علمي إلى وكر طائفي

 

ما حدث في جامعة صنعاء ليس مجرد حادثة معزولة، بل هو جزء من عملية حوثنة التعليم، حيث يتم استبدال الكفاءات بالمطبلين، وتحويل الجامعات إلى مصانع لإنتاج الولاء بدلًا من المعرفة.

• تم فصل الأكاديميين المعارضين، وقطع رواتبهم، واستبدالهم بعناصر طائفية.

• جرى تغيير المناهج لتتوافق مع الفكر الحوثي، وتحويل الجامعات إلى ساحات لغسل الأدمغة.

• أصبح التعليم مجرد ديكور، حيث تُمنح الشهادات للأتباع، فيما يُحرم الطلاب من أي فرصة حقيقية للتعلم.

 

ما العمل؟

 

ما حدث في جامعة صنعاء هو شهادة وفاة للتعليم الأكاديمي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين. واليمنيون أمام خيارين:

1. فضح هذه المهزلة بكل الوسائل الممكنة، محليًا ودوليًا، وعدم السماح بتمرير هذه الجرائم بحق التعليم.

2. العمل على بناء مؤسسات تعليمية بديلة، تُحافظ على نزاهة التعليم بعيدًا عن العبث الحوثي، وتُعيد الاعتبار للكفاءات الحقيقية.

 

إن منح شهادة أكاديمية لمهدي المشاط هو أكبر دليل على أن الحوثيين لا يريدون تعليمًا، بل يريدون صناعة “قطعان طائفية” تحمل شهادات بلا قيمة. جامعاتهم ليست جامعات، بل أوكار لغسل الأدمغة، وشهاداتهم ليست شهادات، بل أوراق مزورة لا تعني شيئًا سوى العار لمن وقع عليها. واليوم، على كل يمني حر أن يُدرك أن تحرير صنعاء لا يعني فقط تحرير الأرض، بل تحرير العقول من هذا المستنقع القذر الذي تغرق فيه البلاد. 

 

▪︎ اكاديمية ودبلوماسية سابقاً 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس