الى الفارس الذي لم يغادر السيف ساعده...الى احمد طربوش سعيد

الاحد 02 مارس 2025 - الساعة 01:44 صباحاً

 

كنت اليوم قاعدا في حديقة 13يونيو او كما يطلق عليها اليمنيون تحبباً بحديقة الحمدي والتي صارت فيما بعد حديقة الثورة ، ولم تاتي هذه التسمية اعتباطا وانما كانت الغاية منها مسح كل ما له علاقة بزمان الكبرياء والتحدي ، زمن الشهيد  الرئيس ابراهيم الحمدي، ورغم كل التجريف والتزييف لمرحلة الحمدي لكنه  ظل حاضراً ومتوهجاً في وجدان من عاش زمانه او أتى بعده ، فلا يحتاج الحمدي لكتب تُروى عنه فهو ساكن ومقيم دائم يسار صدر شعبٍ احبه وأمن بمشروعه وحلمه وما زال وسيبقى ، اما جماعة التجريف والتزييف فقد رحلوا بلا اسف، وكانت نهايتهم بشعة بشاعة جرائمهم وينطبق عليهم الحكمة القائلة  ( الجزاء من جنس العمل ) ، وستبقى تلاحقهم اللعنات عبر الاجيال .

 

هناك  لحظات تاتي لتجد نفسك محاطاً بكتل من الهموم تتقاطر على رأسك وقد تُصيبك بسكتة دماغية وفي مثل هذه اللحظات تجد نفسك تهرب مُسرعا تجاه الماضي لكي تستنجد به ، ونحن الشعب الوحيد في هذا العالم الذي ماضيه افضل من حاضره ومستقبله ، وانا اعود للماضي تذكرت ان غدا هو  الاول من مارس وهي الذكرى ال (27) لرحيل احد فرسان هذا الوطن ، هو فارس منذ الولادة وحتى النشأة ثم الممات ، هو الذي احبه واحترمه كل من عرفه او اقترب منه ، هو كتلة من القيمة والقيم ، هو كثير بحجم اليمن التي عاش مهموما بها  ، نموذج للناصري الذي أمن بنُبل الفكرة وجسدها حرفيا في ذاته..

 

كان حالة من التوهج والألق الناصري ، كان عنوان كبير للحرية والنُبل، فارس بمقايس الفروسية ، بطل بمقايس البطولة والنُبل والانسانية ، كان استثنائيا واسطوريا، كان عروبيا صادق الانتماء  ، هو قصة من الصدق والنقاء الثوري الصافي والصادق  ، هو مختلفا عن جيله، كان تأثيره وحضوره عميقاً وطاغياً ومدهشاً في اي مكان وُجد فيه، كاريزما عميقة التأثير وكثيفة الحضور ، لم يمهله القدر ليبقى حاضراً وحامياً لنُبل الفكرة التي عاش حياته مؤمناً بها وبنجاحها بيقين مطلق انها هي الحل وهي المخرج لهذه الامة ، لم يتردد او يتذبذب او يتلكأ في اشد اللحظات انكسارا، كان دوما في الصف الاول في كل معاركه..

 

 الفرسان حياتهم معارك، السيف لايغادر الساعد ،  لذلك نجدهم  يرحلون باكراً ، لكنهم يبقون عناوين مُلهمة لاجيال قادمة ، وهكذا كان  احمد طربوس سعيد  وسيبقى ، غادرنا باكرا بلا موعد بلا إشعار فكان رحيله صادماً و ثقيلاً جداً كالجبل ومُؤلما كحد السيف ، كان هو الامل في ان تتسع وتتمدد وتشع وتتوهج الفكرة الناصرية وان تبقى صافية بلا شوائب، كان هو العنوان الابرز  للقائد النموذج، وهو الحارس الامين لهذه الفكرة في مواجهة المتلونيين والانتهازيين واصحاب اغتنام الفرص ، رحل احمد طربوش لكنه لم يغادر المكان وذاكرة كل من عرفه او اقترب منه او قرأ عنه، ستبقى سيرة نضاله مُلهمة تتجدد وتتوهج عبر الاجيال  ، وها نحن  اليوم وبعد (27 ) عاما من الرحيل مازالت اقلامنا وحروفنا تشتاق وتتوق اليه في اللحظات المُرة والمُحزنة والمُنكسرة، نشتاق اليه لكي نداوي الكثير من انكساراتنا وهزائمنا وعجزنا وتذبذب الرفاق وتلونهم ، نشتاق اليه لان العودة اليه تمنحنا الكثير من القوة والثبات والبسالة لمواجهةواقع السقوط والتلون الناعم والوقح   .

 

كلمة اقولها واعنيها حرفيا ( اذا لم تكن كأحمد طربوش فانت لست ناصرياً ).

 

ختاما اسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة والجنة .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس