في وطني المقهور سقطت هيبة القانون، ولم يبق في الساحة سوى وحوش الفساد والفوضى، يتغذون على خوف الناس، ويقتاتون على معاناة الضعفاء، فتحول الوطن إلى غابة، القوي فيها يفرض سطوته، والضعيف يسحقه العجز قبل الجوع، والعدل يُدفن تحت ركام المصالح الضيقة.

في وطني تحولت العدالة إلى سراب، وصار القانون مجرد حبر على ورق لا يردع ظالما ولا ينصف مظلوما.

في وطني غاب القانون، ولم يبق سوى صوت القوة، حيث المتسلط يفرض إرادته، والفاسد ينهب بلا حساب، والمواطن البسيط يُسحق تحت عجلة الفوضى.

اليمن اليوم ليس ساحة حرب فقط، بل ميدان لصراع بين الحق والباطل، بين دولة كان يجب أن تكون، وعصابات ترفض أن تزول.

لقد أصبح اليمن قضية تختنق تحت أنقاض المصالح الضيقة، حيث تُشترى الذمم، وتُباع الأوطان، وتُغتال الأحلام في وضح النهار.

في اليمن تمزق نسيج العدالة، فصارت السلطة نهبا، والكرامة سلعة، والأمن ترفا لا يناله إلا من باع ولاءه للجلاد.

لكن الطغيان مهما بلغ لن يدوم، ففي كل ظلام دامس، هناك شعلة تنير الطريق، وفي وطني المنهك هناك جيل يتربص بلحظة النهوض.

اليمن لم يمت، فلا يزال هناك أمل... الأمل في وعي شعب يدرك أن الصمت هو توقيع على عقد العبودية، وأن النهوض هو الخيار الوحيد لاستعادة الوطن الذي نريد.