دولة الجوع ..
الاربعاء 05 مارس 2025 - الساعة 11:54 مساءً
يُروي أن ملكاً ضاق ذرعاً بشكاوى الجوع في مملكته وسأل وزيره الاول ماذا يفعل؟ فنصحه الاخير بتقديم طعام في العيد كمساعدة لهؤلاء الفقراء، وحتى يتخلص من شكواهم الدائمة نصحه بأن يسمم هذا الطعام، واتفق الاثنان على عدم إخبار احد من الوزراء في المملكة حتى لا يكشف الامر .
وصباح العيد استيقظ الملك و وزيره على خبر وفاة كافة الوزراء و وكلاء الوزرات بفعل تناولهم من الطعام الذي اختفى من المستودعات، حيث أكل الفاسدون طعام الفقراء ولقوا المصير الذي يليق بهم، وعلم الحاكم أين تذهب الأموال في مملكته.
هذه الرواية يتمنى شعب اليمن بأكمله لو أنها تحدث في اليمن، فلو ان امراً مماثلاً حصل فإنه لن يبقى اي فاسد على هذه الارض.
هذا الحلم لن يتحقق لا سيما ان ما يتركه هؤلاء من مساعدات للفقراء إما إنها مساعدات منتهية الصلاحية او انهم لا يأكلون هذه المساعدات لأنهم اتخموا من الأموال التي سرقوها.
وما يحصل اليوم من تورط المنظومة كافة، في الفساد الحاصل في البلاد، يجعل من المواطن اليمني على ثقة تامة بانه لا يمكن التعويل على هذه النخبة للوصول إلى الهدف المنشود في استعادة الدولة واقتلاع الفساد من جذوره.
اكذوبة محاربة الفسادة عبارة عن سلعة يقدمها مجلس القيادة والحكومة لامتصاص غضب الشارع، والدليل على فتح ملفات فساد لا تطال كبار من تدور حولهم الشبهات - اعضاء مجلس القيادة الرئاسي- فهم محميون بحصانات ابدية ورسمية، ومن يحاول المس بهم ستكون نهايته على يد رعاع تدربوا كالكلاب على حماية أسيادهم مقابل عظمة يرمونها لهم عند حاجتهم اليهم.