هانس غروندبرغ.. مبعوث أم مؤرخ محايد؟

الخميس 06 مارس 2025 - الساعة 11:53 مساءً

 

عندما يتحدث المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، يبدو وكأنه يقرأ علينا فصولًا من كتاب تاريخ الصراع اليمني، وليس إحاطة لمجلس الأمن حول مستجدات الأزمة. الرجل يُتقن فن “التوثيق الدبلوماسي”، لكنه عاجز عن اتخاذ أي موقف حقيقي تجاه من يشعل الحرب، ويمارس القمع، ويعرقل السلام. فهل نحن أمام مبعوث سلام أم كاتب تقارير أممي بلا تأثير؟

 

إحاطة.. بلا روح!

 

في كل مرة يطل علينا غروندبرغ، لا جديد سوى مصطلحات محفوظة: “قلق عميق”، “الإحباط يعم اليمنيين”، “ضرورة الحل السلمي”، لكن دون أي خطوة عملية. هذه المرة لم ينسَ أن يُبدي أسفه على زملائه المختطفين لدى الحوثيين، لكنه لم يطالب بإطلاق سراحهم بلهجة حازمة، بل بدا وكأنه يطلب ذلك على استحياء، وكأن الميليشيا ستتكرم عليهم بمكرمة رمضان!

 

أما عن القصف والتصعيد، فكالعادة، لا يوجد معتدٍ ولا معتدى عليه، فقط “أعمال عنف” تحدث في مأرب، الجوف، شبوة وتعز، وكأنها ظواهر طبيعية مثل العواصف الرملية!

 

خائف من تصنيف الحوثيين؟

 

قرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية دخل حيز التنفيذ، لكن غروندبرغ لم يُرحب بذلك كخطوة ضرورية لردع الميليشيا، بل أبدى قلقه من تأثير القرار على “جهود السلام”! أي سلام هذا الذي يتطلب التستر على ميليشيا إرهابية؟ وهل المطلوب هو مكافأة الحوثي بدلًا من معاقبته؟

 

دفاع ناعم عن معرقلي السلام

 

في الوقت الذي يعاني فيه اليمنيون من الفقر والنهب الحوثي، يدعو المبعوث إلى “إيجاد حلول للوضع الاقتصادي”، لكنه لا يجرؤ على القول بأن الحوثي هو من ينهب البنك المركزي، ويفرض الجبايات، ويسرق المساعدات، وكأن الاقتصاد ينهار بفعل قوى خفية وليس بسبب الميليشيا!

 

غروندبرغ.. حان وقت التغيير

 

إذا كان المبعوث الأممي يرى الحل في “التسويات المؤلمة”، فالأولى أن نبدأ بتسوية مؤلمة في مكتب الأمم المتحدة نفسه: استبدال غروندبرغ بمن يستطيع التعامل مع الحوثيين كميليشيا إرهابية، وليس كطرف سياسي مدلل.

 

فكما سبقه غريفيث، وجاء لينقذ الحوثي حينما كان على وشك السقوط في الحديدة، فإن غروندبرغ ليس سوى نسخة محدثة من نفس المدرسة الأممية العاجزة. فمتى تفهم الأمم المتحدة أن الحياد مع الإرهاب ليس حيادًا، بل خيانة لملا

 

▪︎ اكاديمية ودبلوماسية سابقا. 

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس