التحرك الأمريكي ضد الحوثيين: حسابات ترامب الإقليمية

الاثنين 17 مارس 2025 - الساعة 06:37 صباحاً

 

‏ما زالت حدود المسافة التي ستذهب اليها أمريكا في مواجهة الحوثيين غامضه بقدر ما هي واعده بالنسبة لخصوم الجماعة، الذين شعروا البارحة بان الفرامل السعودية التي عطلت المواجهة مع الحوثيين طويلاً تم تعويضها اخيراً بالاندفاعة الجديدة من واشنطن ترامب.

‏ولكن تبقى استمرارية هذه الاندفاعة محكومة بعوامل مُحركة أساسية: أولها حرص ترامب على مفارقة عهد بايدن واستجابة الديمقراطيين الضعيفة تجاه تهديدات ايران وحلفاءها، وثانياً تقويض قدرة الحوثيين على خلق تهديد مره اخرى في البحر الأحمر، فجوهر فكرة القوة الأمريكية والنموذج الاقتصادي الخاص هو ضمانها سيولة التجارة والشحن في البحار والمحيطات، و منذ الحرب العالمية الثانية كانت الولايات المتحدة الضامن لذلك. وثالثاً إرسال رسائل واضحة بان النسخة الحالية من عهد ترامب تلتزم فيها الولايات المتحدة بضمان مصالحها ومصالح شركاءها وحلفاءها الإقليميين تجاه اي تهديدات، وخصوصا انه مازالت واقعة استهداف مصفاة بقيق في السعودية التي ادار فيها ترامب ظهره حينها للمملكة والحقت ضرراً بالغاً بصورة الولايات المتحدة كحليف موثوق الامر الذي لعب دور كبير في تضرر التزام السعودية بـ حرب اليمن. ورابعا إضعاف و تقويض آخر منصة متقدمة للدفاع عن طهران، وهو امر مكلف لـ ايران بعد ماحدث في لبنان وسوريا، علاوة على ان هذا الخليط من الضربات العسكرية والاغتيالات والضغط الاقتصادي سيعطل قدرة الحوثيين على مراكمة القوة وتعويض الخسائر، وجعل قاعدة سيطرتهم شديدة الصرامة اكثر  هشاشه وتقلباً، وأخيراً ادارة جموح اسرائيل عبر التعامل مع التهديدات التي تواجهها من قبل أمريكا، والتحكم بالعائد السياسي لذلك لامتصاص ضغوط اسرائيل وحلفاءها الداخليين في واشنطن التي تريد وتضغط بقوة لاستهداف البرنامج النووي الإيراني.

 

من صفحة الكاتب على الفيسبوك




111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس