الإخوان المسلمون.. صمتٌ انتقائي وازدواجية مُخزية
الاحد 23 مارس 2025 - الساعة 03:33 صباحاً
يقدم الإخوان المسلمون أنفسهم كفقهاء في السياسة، خبراء في الثورات، وأوصياء على الشعوب، لكننا نعرف جميعًا أن هذا ليس سوى ستار يخفي حقيقتهم: متاجرة بالدين، وسمسرة على الأزمات، وانتهازية بلا حدود. فلو سقطت تفاحة على رأس مواطن في بنغازي، أو توفي آخر أثناء احتسائه الشاي على كُبري قصر النيل، ستجدهم يلعنون حفتر والسيسي، ويصفون خصومهم بـ”عبدة الطواغيت”، بينما يبشروننا بـ”النموذج الأردوغاني” وكأنه وحي مقدس..
يفرضون علينا نمط حكم لا نريده، وهم أنفسهم لا يعيشون بيننا، بل ينظرون علينا من إسطنبول، ويُرسلون بياناتهم من أرض أتاتورك، بل حتى إذا انقطعت الاتصالات في بنغازي خلال عملية أمنية ضد خلية إرهابية، سارعوا إلى نعي المدينة وكأنها أُبيدت بالكامل.
لكن اليوم، حيث هم في قلب إسطنبول، حيث يمتصون ضرائب الشعب التركي، ويحولون مدنه إلى بؤر فاسدة، يلوذون بالصمت. لم نسمع لهم صوتًا، لم نرَ لهم منشورًا، لم نجدهم أعين العالم على أحداث تركيا كما كانوا يزعمون في بنغازي والقاهرة. لماذا؟ لأنهم عاجزون عن مواجهة الحقيقة حين تكون ضد مصالحهم.
قنواتهم، التي تُبَث من استديوهات الدوحة، لم تضع كاميراتها في الساحات، لم تنقل ما يجري، رغم أنهم كانوا أول من يلاحق أي اضطراب في مصر أو ليبيا. أين أنتم يا أصدقاء؟ أين فُقَهاءُ السياسة؟ أين الثوار الرقميون؟ أين دعاة “الحرية” الذين تحولوا إلى أبواق لأنظمة تؤويهم؟
الحقيقة واضحة: الإخوان لا يدافعون عن “الحق”، بل عن مصالحهم فقط. وعندما يكون المتورط هو النظام الذي يرعاهم، يصابون بالخرس الانتقائي.
▪︎ صحفية وكاتبة ليبية