صنعاء وحكم ولاية فقيه الحوثية

الثلاثاء 01 ابريل 2025 - الساعة 10:57 مساءً

 

منذ سقوط صنعاء بيد الحوثيين عام 2014، تحولت العاصمة اليمنية إلى نسخة مشوّهة من طهران، حيث تُدار البلاد بذات العقلية الكهنوتية التي فرضها الخميني في إيران قبل أكثر من أربعة عقود. الحوثيون لم يكتفوا بالسيطرة العسكرية، بل أعادوا هندسة المجتمع والسياسة وفق نموذج “ولاية الفقيه”، مما جعل صنعاء مختبرًا لنسخة يمنية من الحكم الديني المتطرف، تابعة بالكامل للحرس الثوري الإيراني.

 

١- الكهنوت الديني بدل الدولة

 

كما فعل الخميني عندما أسقط الشاه ليقيم دولة دينية تحت عباءة “ولاية الفقيه”، استخدم الحوثيون شعارات الثورة والخلاص من “الفساد”، لكنهم سرعان ما كشفوا عن نواياهم الحقيقية: حكم ديني مطلق.

• في إيران، ألغى الخميني المؤسسات الجمهورية لصالح سلطة رجال الدين.

• في صنعاء، هدم الحوثيون كل مظاهر الدولة، وأحلّوا مكانها “المكتب الثقافي”، و”المجلس الزيدي”، و”الهيئة الشرعية”، وهي أدوات لقمع أي فكر خارج خط الولي الفقيه الحوثي.

 

٢- تسخير الدين لخدمة الطاغية

 

إيران استخدمت المذهب الشيعي الإثني عشري لشرعنة حكم “المرشد”، بينما الحوثيون، رغم انتمائهم للزيدية تاريخيًا، تحولوا إلى وكلاء للعقيدة الخمينية، وفرضوا طقوسًا مذهبية دخيلة على اليمن:

• فرض الخُمس لصالح سلالة الحكم.

• إحياء عاشوراء وزيادة التركيز على كربلاء في محاولة لاستنساخ التجربة الإيرانية في اليمن.

• إدخال شعارات مثل “الموت لأمريكا وإسرائيل”، بينما هم عمليًا ينفذون أجندة إيران.

 

٣- جهاز القمع.. الحرس الثوري بنسخته الحوثية

 

كما أنشأ الخميني الحرس الثوري لقمع أي معارضة، أسس الحوثيون جهازًا مشابهًا:

• الأمن الوقائي: يشبه “الباسيج” الإيراني، يعمل على ملاحقة الصحفيين والناشطين واعتقالهم.

• مراكز الفكر الطائفي: كما فعلت إيران مع “الحوزات العلمية”، فتح الحوثيون مئات المراكز الصيفية لغسل أدمغة الأطفال وتحويلهم إلى مقاتلين عقائديين.

• القضاء المسيس: كما تستخدم إيران المحاكم لإصدار أحكام إعدام ضد المعارضين، حكم الحوثيون بالإعدام على مئات الصحفيين والسياسيين بتهم ملفقة.

 

٤- الاقتصاد في خدمة المشروع الطائفي

• نهب أموال اليمنيين عبر “الزكاة والخمس”، وهي نفس سياسة إيران التي تصادر أموال الشعب لصالح الحوزات الدينية.

• السيطرة على التجارة عبر شركات تتبع المليشيا، كما تفعل إيران عبر “مؤسسة المستضعفين” التي تتحكم باقتصاد البلاد.

• إفقار الشعب وتجويعه لإبقائه تحت السيطرة، وهي نفس سياسة “التقشف الإجباري” الذي يعيشه الإيرانيون بسبب إنفاق الدولة على أذرعها في الخارج.

 

٥- التبعية المطلقة لإيران.. قرارات صنعاء تصنع في طهران

 

لا يختلف عبد الملك الحوثي عن حسن نصر الله في كونه مجرد وكيل لتنفيذ الأوامر الإيرانية. من توقيت الحروب إلى التحالفات الإقليمية، كل شيء يخضع لقرارات الحرس الثوري:

• المفاوضات لا تتم إلا بإذن من طهران.

• التصعيد أو التهدئة يخدم مصالح إيران في صراعها مع الغرب.

• حتى الخطاب الحوثي هو صدى لتصريحات المرشد الإيراني.

 

ختامًا.. متى تتحرر صنعاء؟

 

كما بدأ الإيرانيون أنفسهم في مقاومة حكم الملالي بعد عقود من القمع، يدرك اليمنيون اليوم أن الحوثيين ليسوا سوى نسخة محلية من ذلك الحكم الطائفي القمعي. اليمن ليست ضاحية جنوبية، ولن تكون مستعمرة فارسية. مشروع الخميني انتهى إلى دمار إيران، ومشروع الحوثي سينتهي بالطريقة ذاتها.

صنعاء ستتحرر.. لأنها ببساطة ليست طهران!

 

▪︎ اكاديمية ودبلوماسية سائقاً 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس