في اليمن، كل القوى المؤيدة للشرعية، ومنذ انقلاب الميليشيات قبل 11 عامًا، ترفع شعار المعركة الوطنية بهدف إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة. ورغم ذلك، لم نفلح جميعًا في تحقيق الهدف، بل ولا نلمح في الأفق ما يجعلنا نتفائل بتحقيقه.

أعتقد أن مشكلتنا كيمنيين أن البعض منا يخوض المعركة الوطنية تحت ذلك الشعار والهدف، محكومًا بإرث ماضوي أنتج وكرّس مشاريع خاصة متعددة ومتصادمة، سواء تلك المشاريع التي تسعى لاستعادة السلطة، أو لاغتنام الدولة، أو لفك الارتباط منها، أو لإعادة بنائها في صيغة اتحادية وفق مخرجات الحوار الوطني الشامل، مع توهّم البعض قدرته على تحقيق النصر بمفرده. 

بينما الحقيقة أن كل هذه المشاريع المتباينة والمتصارعة لا يمكن لأصحابها تحقيقها دون دحر الانقلاب واستعادة الدولة، واستمرار التمسك بهذه المشاريع في وضعنا الراهن لن يؤدي إلا إلى مزيد من الصراع وتعميق الانقسام وإضعاف الشرعية، مما يحيل اليمن إلى ساحة للتنافس الحاد على النفوذ، وصراع المصالح بين قوى إقليمية ودولية، سيكون أصحاب المشاريع المتصارعة في الداخل أدواتها ووقودها.

ألا تعد الأعوام الـ11 التي مضت كافيةً لتقنعنا جميعًا، قوىً ومؤسسات، أن دحر الانقلاب واستعادة الدولة هدف استراتيجي يتقدّم على غيره من الأهداف؟ وأن تلك الأهداف والمشاريع الخاصة المتصادمة لا مكان لها قبل أن نحقق الهدف الاستراتيجي في دحر الانقلاب واستعادة الدولة؟

▪︎من صفحة الكاتب على الفيس بوك