2025 م عام الحسم مع إيران

الاثنين 14 ابريل 2025 - الساعة 11:29 مساءً

 

أواخر يناير الماضي أعلن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران تمتلك أكثر من 200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60%

 

هذا التصريح كان اشبه بتفجير قنبلة لأسباب مختلفة ، أولاً لأنه أكد رسمياً ومن الجهة المختصة صحة ما ظلت إيران تقوله منذ عامين بأنها وصلت الى هذه النسبة من التخصيب ، كما أكد ايضاً صحة التحذيرات الإسرائيلية من خطورة ما وصل اليه البرنامج النووي الإيراني

 

صحيح ان صناعة قنبلة نووية يحتاج تخصيب بدرجة نقاء لا تقل عن 90% ، الا أنه علمياً تُعد المرحلة الأصعب في عملية التخصيب هي ما قبل نسبة 60% وما بعدها أي الوصول الى نسبة الـ90% تُصبح مسألة وقت لا أكثر، وكمية 200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب تكفي لصناعة 5 قنابل نووية

 

وهو سبب الصراخ المستمر من قبل تل أبيب في الأشهر الماضية ، بل أن تصريحات وتقارير إسرائيلية حذرت من أن طهران قد تكون قد صنعت بالفعل قنبلتها النووية الأولى.

 

لذا فإن حكومة نتنياهو مصممة بكل قوتها على منع حدوث ذلك وفشلت في اقناع أمريكا تحت إدارة بايدن السابقة في الالتفاف لخطر الأمر، الا أن إدارة ترامب الحالية تسير الان معها في ذات الامر ، وتجلى ذلك في منح ترامب للنظام الإيراني مهلة شهرين للتوصل الى اتفاق نووي جديد او ستواجه الخيار العسكري

 

أي ان عام 2025 عام الحسم الأمريكي الإسرائيلي مع ايران اما ويتم قطع الطريق عليها للوصول الى الحلم النووي سلماً او حرباً ، او ان تقبل تل أبيب وواشنطن بالدولة النووية العاشرة في العالم وهو أمر كارثي لهما وخاصة للأخيرة

 

فحصول إيران على قنبلتها النووية سيفتح باب السباق بالمنطقة ، خاصة وان الأمير محمد بن سلمان سبق وان هدد صراحة بأنه اذا امتلك إيران قنبلة نووية فان السعودية ستحصل عليها ، وهو تهديد فسره المحللون بأنه يؤشر الى ان الرياض ستحصل عليه من حليفتها باكستان التي تمتلك 170 رأساً نووياً

 

طبعاً طيلة السنوات الماضية ظلت إيران تنفي نيتها الحصول على سلاح نووي وان مرشدها السابق والحالي افتيا بحرمة ذلك ، وان برنامجها مخصص للأغراض السلمية ولتوليد الطاقة ، الا أن ذلك لا ينطلي على أحد.

 

فنسبة التخصيب المطلوبة لإنتاج الطاقة النووية لا تتجاوز 5% وهي نسبة لا تتطلب امتلاك برنامج نووي فهناك العشرات من الدول التي تملك مفاعلات نووية لتوليد الطاقة تستورد حاجتها من الدول النووية ، كما أن حديث ايران عن توليد الكهرباء بالطاقة النووية في الوقت الذي تمتلك مخزونات ضخمة من النفط والغاز ، يثير السخرية.

 

يدرك الجميع ان كل ما صنعته إيران من اذرع في المنطقة بمن فيهم الحوثيين في اليمن ما هم الا جدار حماية حتى تصل الى حلمها النووي الذي ترى بأنه الطريق الوحيد لفرض نفوذها وهيمتنها على المنطقة بشكل أبدي، الا أنها اليوم باتت امام مشهد صعبة تكاد ان تخسر فيه كل شيء.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس