على مفترق طرق النار : هل اقترب انهيار دفاعات الحوثي؟
السبت 26 ابريل 2025 - الساعة 11:43 مساءً
مع تصاعد الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على مراكز الحوثيين في صعدة والحديدة ومأرب والجوف، يعود السؤال إلى الواجهة:
هل باتت دفاعات الحوثيين على وشك الانهيار؟
وهل سنشهد تحركًا بريًا يعيد رسم الخارطة اليمنية؟
في ضوء المشهد العسكري والسياسي الراهن، تتضح ثلاثة سيناريوهات محتملة لمسار الأزمة.
هل ستنهار دفاعات الحوثي؟
تشير الوقائع الميدانية إلى أن دفاعات الحوثي تمر بمرحلة وهن متزايد:
• الضربات الأخيرة استهدفت مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات ومخازن الأسلحة المتقدمة.
• مقتل عشرات من الضباط ذوي الخبرة، ما خلق فراغًا قياديًا خطيرًا يصعب تعويضه على المدى القصير.
• التقارير الاستخباراتية تؤكد أن الحوثيين لجأوا إلى أساليب دفاعية بدائية، مثل الانكماش إلى القرى والمخابئ الطبيعية، بعيدًا عن المواقع المكشوفة.
ومع كل ضربة ناجحة، يضعف تماسكهم اللوجستي والعسكري، مما يجعل الانهيار التدريجي احتمالًا واقعيًا، إذا استمرت العمليات بنفس الوتيرة والدقة.
هل يمكن توقع تحرك بري؟
حتى الآن، لم تشهد الساحة اليمنية تحركًا بريًا واسع النطاق من قبل القوات المحلية أو الإقليمية المناهضة للحوثيين.
لكن مع تآكل القوة الدفاعية للحوثي، تتهيأ الأرضية لعدة سيناريوهات:
• ضربات جوية مركزة تسبق تحركًا بريًا محدودًا لفرض السيطرة على ممرات استراتيجية مثل ميناء الحديدة أو طريق صنعاء – الحديدة.
• أو حملة برية موسعة يتم شنها بالتزامن مع انقسامات داخلية في صفوف الحوثيين، خاصة مع تصاعد حالة السخط الشعبي في مناطق سيطرتهم.
كلما استمر الضغط العسكري وترافق مع حراك سياسي ذكي، زادت فرص تنفيذ تحرك بري ناجح ومحدود الكلفة.
السيناريوهات الثلاثة المتوقعة:
1. انهيار تدريجي وصامت لدفاعات الحوثي
يواصل الحوثيون فقدان القيادات والمواقع الاستراتيجية دون إعلان رسمي، ويضطرون إلى الانسحاب إلى مناطق جبلية وعرة، مما يقلص قدرتهم على السيطرة على المدن الكبرى والممرات التجارية.
2. انفجار داخلي من رحم الجماعة
مع استمرار الخسائر وزيادة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، قد تتصاعد الخلافات بين فصائل الحوثيين، ما يؤدي إلى انقسامات داخلية، تعجل بسقوط الجماعة من الداخل قبل أي عملية برية كبيرة.
3. معركة برية كاسحة
في حال توفر غطاء سياسي دولي وتنسيق محكم بين القوى اليمنية والإقليمية، قد يتم تنفيذ عملية برية واسعة النطاق تستهدف استعادة الحديدة وصنعاء خلال أشهر قليلة، بدعم جوي مستمر لتقويض بقايا دفاعات الحوثي.
تعيش جماعة الحوثي أخطر مراحلها منذ نشأتها.
الضربات الجوية لا تسقط فقط القادة والعتاد، بل تهز بنية الجماعة الأيديولوجية والسياسية.
ومع كل يوم يمر، تقترب ساعة الحقيقة:
إما انحدار صامت يسبق الانهيار، أو معركة فاصلة تعيد رسم الخارطة اليمنية…
وفي كل الأحوال، المعادلة تغيرت، والحوثي يواجه الآن تحديًا وجوديًا لم يعرفه من قبل.
▪︎اكاديمية ودبلوماسية سابقآ