سلطان السامعي‬⁩: من “فريق” في الجيش إلى “قناة الساحات”… وجه مدني لتمزيق اليمن في ثوب المبادرات

الاحد 04 مايو 2025 - الساعة 06:43 مساءً

 

‏في العام 2005، قدّم الشيخ سلطان السامعي – عضو مجلس النواب، وعضو المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، وصاحب رتبة فريق في الجيش، ومدير قناة “الساحات” التي تبث من الضاحية الجنوبية بلبنان – مبادرة لتقسيم اليمن إلى أربعة أقاليم، في خطوة مبكرة عام ( 2005)أثارت حينها علامات استفهام حول خلفياتها ودوافعها.

 

‏ورغم أن السامعي ينحدر من محافظة تعز، فإن ارتباطه  بقيادة مليشيا الحوثي لم يكن بيوم وليلة ، وتوليه مناصب حساسة في منظومتهم السياسية والإعلامية، يكشف أن مبادرته لم تكن إلا تمهيدًا ناعمًا لمشروع تفكيك ممنهج، تماهى مع المصالح الإيرانية والأجندات الدولية لإعادة رسم خارطة المنطقة.

 

‏محتوى مبادرته (2005):

‏•الإقليم الجنوبي: عدن، تعز، لحج، أبين، الضالع

‏•الإقليم الشرقي: حضرموت، المهرة، سقطرى، شبوة، مأرب

‏•الإقليم الغربي: الحديدة، المحويت، ريمة، ذمار

‏•الإقليم الشمالي: صعدة، الجوف، حجة، عمران، صنعاء

 

‏السياق والدلالات:

‏•تم تقديم المبادرة قبل “الحروب الست”، مما يشير إلى بعد استراتيجي مبكر في الطموح الحوثي لتفتيت الدولة اليمنية.

‏•موقعه الإعلامي في قناة “الساحات” – الناطقة باسم الحوثي وتبث من بيئة حزب الله – يعزز ارتباطه بالمشروع الإيراني وأدواته الإعلامية في المنطقة.

‏•احتفاظه برتبة فريق في الجيش اليمني يكشف ازدواجية الدور بين الدولة العميقة والتمرد الحوثي، ويعكس تغلغل مشروع التفكيك في مفاصل الدولة حتى قبل سقوط صنعاء.

 

‏ترجمة المبادرة على الواقع:

‏•ما اقترحه السامعي تحقق جزئيًا على الأرض؛ حيث تم تقسيم البلاد فعليًا إلى سلطات أمر واقع متصارعة، مع سيطرة الحوثيين على ما سماه هو بـ”الإقليم الشمالي”.

‏•المبادرة لم تكن فدرالية تنموية، بل مقدّمة لتفكيك اليمن جغرافيًا ومذهبيًا بما يخدم مصالح إيران  ومن خلفها من قوى كبرى في البحر الأحمر وباب المندب.

 

‏في إطار الشرق الأوسط الجديد:

 

‏تتقاطع مبادرة السامعي مع الخرائط الأمريكية – الإيرانية – الصهيونية لمشروع “الشرق الأوسط الجديد”، الذي يقوم على:

‏•تحويل الدول العربية إلى كيانات ضعيفة، قائمة على الطائفة أو العرق أو الجغرافيا.

‏•تقويض الدولة الوطنية لمصلحة سلطات محلية متنازعة تخدم مصالح القوى الإقليمية والدولي

 

‏سلطان_السامعي‬⁩ لم يكن مجرد سياسي يمني، بل واجهة “مدنية – عسكرية – إعلامية” لمشروع تفكيك اليمن، وقدّمت مبادرته التقسيمية في وقت مبكر بوصفها الحل، لكنها كانت في الحقيقة جزءًا من المشكلة الكبرى التي تواجه اليمن اليوم: مشروع تمزيق الوطن تحت راية “الإصلاح الإداري” بينما الهدف الحقيقي هو التمكين الإقليمي الإيراني والدولي لتحقيق مصالحهم .

 

▪︎ اكاديمية ودبلوماسية سابقاً 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس