خبراء وأكاديميون يناقشون في مأرب تحديات التعليم في ظل الحرب وضرورة مواكبة التطورات الحديثة

الاثنين 05 مايو 2025 - الساعة 09:48 مساءً

 

في خطوةٍ بالغة الأهمية تُجسد إصرار اليمنيين على تجاوز محنة الحرب والنهوض بمستقبل أجيالهم، انطلقت اليوم في محافظة مأرب، أعمال "المؤتمر الوطني للتعليم... الواقع والتحديات"، الذي يُنظمه المركز القومي للدراسات الاستراتيجية بالشراكة مع الوكالة اليمنية الدولية للتنمية، تحت شعارٍ مُلهم: "تعليم جيد.... مستقبل أجيال".

 

المؤتمر الذي أقيم في جامعة إقليم سبأ على مدار يومين حافلين بالنقاشات المعمقةيهدف إلى تشخيص دقيق لواقع التعليم العام والجامعي في اليمن، ويسلط الضوء على المشكلات الجاثمة على صدر هذا القطاع الحيوي في ظل سنوات الحرب والأزمات المُتلاحقة. 

 

كما يسعى المؤتمر إلى تقديم دراسات وأوراق علمية وتطبيقية مُبتكرة، ومواكبة أحدث الاتجاهات العالمية في مجال التعليم، واستشراف واقع تمويل التعليم وطموحاته المستقبلية، بالإضافة إلى تعزيز دور كافة الأطراف المعنية بمستقبل التعليم، وضمان مشاركة مجتمعية واسعة في رسم ملامحه.

 

ويُركز المؤتمر في جوهره على خمسة محاور رئيسة تُلامس صميم قضايا التعليم في اليمن، وهي: التعليم العام والجامعي، وتطوير المناهج بعملية مُتجددة ومستمرة، ودور القطاعين الحكومي والخاص في إحداث نقلة نوعية في تطوير التعليم، واستكشاف آفاق ووسائل التعليم الإلكتروني الحديثة.

 

وستشهد الجلسات الحوارية للمؤتمر على مدار اليومين نقاشًا ثريًا لـ 20 ورقة بحثية مُختارة بعناية، موزعة على أربع جلسات مُزمنة، تتوج بجلسة ختامية تهدف إلى بلورة رؤية موحدة للمستقبل. ويُشارك في تقديم هذه الأوراق نخبة من الأكاديميين والباحثين والجهات المتخصصة، بالإضافة إلى مشاركة فاعلة من قطاع المرأة.

 

وخلال حفل التدشين، الذي حضره رئيس جامعة إقليم سبأ الدكتور محمد القدسي، ونائب رئيس الجامعة الدكتور حسين الموساي، ووكيل محافظة مأرب عبدالله الباكري، ووكيل وزارة الإدارة المحلية عبدالله القيسي، وعمداء الكليات وأكاديميون وباحثون وجمع غفير من المعنيين بقطاع التعليم،

 

 أكد نائب وزير التربية الدكتور علي العباب على الأهمية الاستراتيجية لهذا المؤتمر، معتبرًا إياه خطوة حاسمة نحو تعزيز المشاركة الواسعة في صياغة الرؤى والاستراتيجيات الوطنية للتعليم. كما أعرب عن تطلعه إلى الخروج بقرارات وتوصيات عملية وقابلة للتطبيق، تُرسي أسس استراتيجيات تعليمية مُستدامة تواكب طموحات الوطن وتطلعات أبنائه. 

 

وأشار العباب  إلى التحديات والعقبات الكبيرة التي تواجه قطاع التعليم، وعلى رأسها وضع المعلم ومعاناته المعيشية، مؤكدًا أن الوزارة تولي هذا الجانب أولوية قصوى، وتعمل جاهدة على تنفيذ خطط إصلاحية شاملة للتعليم، وتحسين البنية التحتية المتهالكة، وتكثيف برامج التدريب والتأهيل للمعلمين، واتخاذ قرارات مُستنيرة تعتمد على قاعدة بيانات واقعية وشاملة.

 

من جانبه، أكد وكيل محافظة مأرب للشؤون الإدارية عبدالله الباكري على القيمة الجوهرية لهذه التظاهرة العلمية، التي تتناول قضية محورية تمثل ركيزة أساسية للحياة وأساسًا متينًا للتنمية والبناء.

 

 وأشاد بالمواضيع التي سيتم تناولها في المؤتمر، خاصة تلك المتعلقة بالمشكلات التي يُواجهها قطاع التعليم في محافظة مأرب وغيرها من المحافظات في ظل الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي على التعليم ومؤسساته. 

 

وأعرب عن ثقته بأن توصيات ومخرجات المؤتمر ستكون محل اهتمام وتقدير قيادة السلطة المحلية، للاسترشاد بها في اتخاذ القرارات وصناعة البرامج التي تخدم التعليم وتُحسن مخرجاته، وتُنتشله من واقعه الذي تعرض لانتكاسة خطيرة، مع التركيز على الاهتمام بمستوى التحصيل العلمي للطلاب وإيجاد البنى الأساسية اللازمة.

 

ودعا إلى تضافر جهود الجميع كمنظومة واحدة للعمل على التطوير المؤسسي الشامل ومواجهة التحديات الجسام والخروج بقرارات وحلول ناجعة وفعالة.

 

من جهة أخرى، أوضح رئيس المركز القومي للدراسات رئيس المؤتمر الدكتور عبدالحميد عامر، والمدير التنفيذي للوكالة اليمنية الدولية للتنمية نائب رئيس المؤتمر الدكتور عبدالسلام السلامي، أن أعمالًا تحضيرية مُكثفة سبقت انطلاق المؤتمر، قامت بها اللجنة التحضيرية التي ضمت نخبة من الكفاءات والخبرات العلمية المتميزة، واستمرت على مدى تسعة أشهر من العمل الدؤوب والمتواصل.

 

 وأشارا إلى أن هذا المؤتمر يُعتبر منصة انطلاق واعدة نحو مستقبل تعليمي مُشرق يليق بأبناء اليمن، من خلال الخروج بتوصيات عملية وقابلة للتطبيق تُؤسس لشراكة فاعلة وحقيقية بين مختلف الأطراف المعنية، واستشعار حجم الخطر المُحدق بالتعليم ومواجهته بكل جدية، حتى لا تظل البلاد مرتعًا خصبًا للتخلف والصراع الذي يقتات على الجهل وتغييب الهوية الوطنية الأصيلة.

 

وأكد القائمون على المؤتمر في ختام كلماتهم أن نجاح هذه الفعالية العلمية والمجتمعية الهامة يعتمد بشكل كبير على مستوى التفاعل والمشاركة الواسعة من مختلف المكونات الرسمية والمجتمعية، وعلى الاستثمار الأمثل لمخرجاته القيمة في صياغة سياسات وخطط التعليم على المستويين القريب والبعيد، بما يخدم مصلحة الأجيال القادمة ويُساهم في بناء يمنٍ مُزدهر ومُستقر.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس