المأزق اليمني ..
الخميس 08 مايو 2025 - الساعة 10:31 مساءً
كيف يمكن لبلد لا وجود لمقومات الحياة فيه تدمير إسرائيل عن بكرة أبيها...!؟
بلد محروم من أبسط الحقوق يحلم فيه المواطن متى سوف تصرف فيه الرواتب المنقطعة من أكثر من ثمانية أعوام أن يكون في مواجهة مباشرة مع إسرائيل...!؟
لا جواب منطقياً عن هذا الاسئلة باستثناء أن اليمن دخل حرباً لا هدف لها سوى تبرير العدوان الإسرائيلي باستهداف البنية التحتية المتبقية لليمن، بسبب حماقات وغباء جماعة الحوثي التي تتعايش على الحروب.
اليمن بلد دخلت في حروب وصراعات في المنطقة لاسترضاء إيران فقط، لا هدف لهذا القصف الوحشي على مطار صنعاء وميناء الحديدة والمصانع من قبل دولة الكيان الإسرائيلي، سوى خدمة المشروع التوسعي لإيراني في المنطقة العربية، يجعل ذلك على حساب اليمن لمصلحة إيران، في وقت يبدو واضحاً أن ايران التي تعيش أزمة داخلية وإقليمية عميقة، وعجزها من القدرة في الرد المباشر مع إسرائيل.
ما تقوم به جماعة الحوثي في اليمن وعلى حساب المواطنين في مناطق سيطرتها من حرب عبثية من أجل تقديم الدعم لإيران، وربط مصير البلد والشعب بمصير المفاوضات الإيرانية الأمريكية في الملف النووي.
إيران تدمر اليمن عن طريق الذراع الوحيد المتبقي في المنطقة العربية (جماعة الحوثي)، دفعت اليمن فاتورة غالباً الثمن بسبب ارتباط مليشيات الحوثي بإيران ، بعد الإنقلاب والسيطرة على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات اليمنية .
الحرب المفتعلة مع إسرائيل الذي يبدو لجماعة الحوثي بأنها مصره على خوضها من أجل إيران، غصباً عن إرادة المواطن اليمني الذي يبحث عن أبسط الحقوق في العيش بأمن وأمان .
المبررات لشن عدوان بعد آخر على اليمن، يجعل ذلك في ظل غياب تام للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً و انشغالها في تحقيق المصالح الذاتية لقيادتها، وترك المشروع الكبير لليمن في استعادة الدولة من مليشيات الحوثي وعدم السماع لإسرائيل مبرراً لشن حرب على اليمن ، في ما تسعي إيران إلى تفادي أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل ، مواجهة ستكون أمريكا طرفاً فيها أيضاً.
هل هناك مخرج لليمن من المأزق الذي أوقع نفسه فيه بسبب تصرف الحوثي والانفراد بمستقبل اليمن، أو على الأصح الذي أوقعته فيه إيران، التي تريد تحويله خط من خطوط الدفاع عنها وعن نظامها وورقة في مساومات مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
إسرائيل دولة متوحشة وليست جمعية خيرية، خصوصاً في ضوء ما تعرضت له يوم السابع من أكتوبر، عندما قررت حركة حماس شن هجوم (طوفان الأقصى) من دون مشروع سياسي واضح يعالج النتائج التي تترتب على مثل هذا الهجوم الذي هز الكيان الإسرائيلي وجعل مستقبل الدولة العبرية في مهب الرياح لولا الدعم الأمريكي الذي يبدو لا حدود له.
اليمن تعاني من فراغ سياسي في اتخاذ القرار وصراع داخل مكونات معسكر الشرعية، لا يعبر عن هذا الفراغ سواء اتاحة الفرصة لميشيات الحوثي في التوسع في اليمن ومستقبل للدور الإيراني في المنطقة.
سيكون هناك مخرج وحيد لليمن عندما تجتمع كل القوى السياسية والعمل على مشروع استعادة الدولة على كل الأراضي اليمنية.