الماء، ذلك الحق الأساسي الذي كفله الله والشرائع والقوانين، أصبح سلعة خيالية لا يقدر عليها إلا من يملك ثروة، والأسوأ من ذلك، أنه حتى بالمال لم يعد متاحا!

ماء الشرب يُباع بأسعار تكاد تُفلس المواطن، وماء الاستخدام للنظافة والاغتسال أصبح أحلاما من الماضي.

أين أنتم من أزمة المياه التي تجتاح المدينة؟ أين خططكم؟ أين مشاريعكم؟ أين الوعود الكاذبة التي تطلقونها كلما اشتدت الأزمات؟!

 هل وظيفتكم فقط تحصيل الضرائب والمغالاة في الأسعار بينما الناس تتعفن أجسامهم وملابسهم وبيوتهم؟! 

كيف يعيش إنسان بدون ماء يُطهّر به طعامه، أو يغتسل به من أدران الحياة؟!  

أي عار هذا؟! أي إهمال متعمد هذا؟! المواطن يُنفق نصف راتبه على ماء الشرب، والباقي لا يكفي حتى لشراء ماء يغسل به ثيابه أو ينظف به بيته! هل هذه هي الخدمة التي تقدمونها؟ هل هذه هي التنمية التي تتباهون بها؟  

نحن لسنا أرقاما في ملفاتكم، نحن بشر نستحق الحياة الكريمة، فإما أن تتحملوا مسؤوليتكم وتوفروا الماء، أو اتركوا المناصب لمن يستحقها ويستطيع أن يحمل هموم الناس.

نحن لسنا قطيعا يُترك ليموت عطشا وقذارة.  

أين مشاريع المياه؟ أين خطط الطوارئ؟ أين ضخ المياه للمنازل؟ أم أن وظيفتكم تقتصر على المراوغة والوعود الفارغة؟  

يا سلطة تعز.. 

إما أن تتحركوا الآن وتوفروا ماء بأسعار إنسانية، ولن نقول لكم مجانا، أو اعترفوا أنكم فشلتم في أبسط واجباتكم، واتركوا مناصبكم واذهبوا إلى مزبلة التاريخ لتلعنكم الأجيال الحالية واللاحقة.