الإخوان يتقن رسم الابتسامات الصفراء
الاربعاء 21 مايو 2025 - الساعة 10:47 مساءً
حلت جماعة الإخوان المسلمين في مصر نفسها، سواء كان الخبر صحيحاً أو مفبركاً، تبقى مشكلة الإخوان عموما بنيوية وتحمل الخلل بداخلها ولا حل لها حتى لو تم تفكيك التنظيم لأن الوباء في طريقة التفكير وفي الجدار الذي بناه الإخوان بينهم وبين أوطانهم ومجتمعاتهم، ولا يفتحون ثغرات فيه إلا لخطف تبرعات أو مناصب أو مقاعد برلمانية أو أسهم وشركات أو تحالفات مرحلية يستغفرون الله بعدها.
الإخوان قوم منسلخون نفسيا واجتماعيا عن محيطهم بشكل مخيف، وإن ابتسم أحدهم في وجهك فهي ابتسامة على مضض كان أستاذ أساتذتها الراحل الزنداني الذي يزندق العلماني ويكفره وهو يضحك في وجهه. وكذلك يفعل صعتر وبقية البهارات والقيادات والخطباء. يربون التكفيريين الصريحين الذين لا يترددون في تصفية من يختلفون معه كما فعلوا بجار الله عمر في صنعاء، وفي الوقت نفسه يريدون أن يكونوا جزءا من المشهد السياسي.
يحلون أنفسهم وتنظيمهم لكنهم لن يعثروا على الحل الشافي إلا في الارتقاء بالدين والتدين بعيدا عن تحويله إلى صنارة لصيد المنافع وتكوين العصبويات والمجتمعات التجارية.
أتنبأ للإخوان منذ الآن أن يتحولوا في المئة سنة القادمة إلى طائفة إسلامية جديدة مثل البهرة في الهند مجازا واجتماعيا ولا أعني عقائديا، وسيحدث ذلك لأنهم يتحركون وفق منهج اصطفاء مطلق يرون من خلاله أن تعاليمهم وقناعاتهم نهائية وناطقة باسم السماء والإسلام وجديرة بالتمكين أو الانكفاء والدعاء على الظالمين.
مجتمع الإخوان ابتلع أو اختطف علينا في اليمن أبناء عمومة وأخوال وأقارب وفلاحين بسطاء وأدخلهم في متاهة الفرقة السياسية الناجية والمتربصة. وهكذا فعل التنظيم في كل المجتمعات، سرق بعض الأبناء من أهاليهم وجعلهم يؤمنون أن الشيوخ الذين يدربونهم على إتقان رسم الابتسامات الصفراء على وجوههم أقرب إليهم من آبائهم وأمهاتهم.
مجتمع الإخوان منغلق على نفسه ولا يعني حل التنظيم أي شيء، ولن يكون له أي تأثير مباشر على نمط تفكير الشخصية الإخوانية. هذا تغيير في الاستراتيجيات ولملمة شتات وحالة كمون وتفرغ لإعادة بناء مجتمع التنظيم في طور تربوي آخر ستكون فيه ابتسامات الإخوان أكثر وأشد اصفراراً من قبل بعد أن امتزجت بالشعور بالمرارة والحاجة إلى بناء جدار أعلى بينهم وبين غيرهم.