22 مايو ذكرى عظيمة في وضع مشروخ

الخميس 22 مايو 2025 - الساعة 07:47 مساءً

 

في مثل هذا اليوم وبدلاً من الخوض في جدل الذكرى بين مؤيد ومعارض وغاصب ومسرور ، هل لنا أن نجعلها مناسبة تقييم بين الماضي والحاضر و ما هو الأخفاق الذي يجب أن نطلع لترميمه وإصلاحه بإخلاص وبدون مكابرة وعناد .

 

فأعتقد أن الحاضر أسوء من الماضي والميدان أصبح ملوث بالفوضى و تعطيل القانون وترك الفرصة لمصانع الموت التي تعد لفتن كبرى ، و بذور الشر لا تزال عالقة بنفوس البشر و البغضاء تتوسع وناشره حماقتها على المجتمع ، وبسبب انك لاتؤيد رأي من يتفق أو يختلف معك صواباً أو خطأ .

 

هناك اغتيال لاحلام الناس بإسم الوطنية والقضية والإنسانية والدين وتحت هذا المسميات يخدع الناس بالشعارات وتبقى الكثير من المطالب بالحقوق احلام وأمنيات كاذبه  ، فهناك من يرفع شعارات واحلام بعيده عن الواقع كانت سبباً في التعاسة دون أن يدري المواطن وحتى لا تفكر بالحقوق وان طالبت بالحقوق لاحقتها تهمة الخيانة .

 

هكذا تتصادم الأجيال مع بعضها بين مشاريع التعجيز التي شاخت ، مشروع يفرض وأخر يرفض وهي فجوة  صنعتها النخب السياسية الإنتهازية التي لم تقيم أخطأ الماضي وتنطلق للمستقبل ، فقط همها كيف تحجز مقاعد لها في كل مرحلة و الحاشية التي تضلل الناس و تجعلها في مرتبة القداسة ..

 

يعيش الناس شمالاً في ظلم كبير و جرب أصاب الجسد اليمني ولم يتعافى منه ، جوع وفقر و ظلم وجهل ولا حل لإنقاذ هؤلاء ومن خرج ليطالب أو ينتقد مصيره الموت ومع هذا يحتفل بذكرى الوحدة وهو يعلم أن الوطن مشطط  أما الشرعية فإنقسام في جسدها بين من يحتفل بذكرى الوحدة و آخر لا يعترف بالمناسبة.

 

إذا الكل يراهن على الشارع الذي يعد الخاسر الأكبر فقد غرد هذه المرة خارج السرب فهو يطالب بالحقوق من ماء وكهرباء وإصلاح وضع اقتصادي بدلاً من مطالب الإلهاء والأغواء وربما قد يتفق الفرقاء على القمع لأنها تستهدف الجميع ..

 

 22 مايو ذكرى عظيمة و جميلة و التي نحتفل بها على اطلال والوطن يتشظى ينقسم و يغرق ، صدرت دعوات بإعادة اصلاح مسارها لكنها قوبلت بتجاهل وصل من يطالب بالحقوق إلى يأس وتركت ندوب كبيرة وتراكمات ، والسنوات الطويلة من الشحن ضدها هي ليست المشكلة ، فالمشكلة شراكة بين من يحتفل بها وكل ممارساته تتنافى مع قيمها واخلاقها لكن الهدف شخصي وليس لديه رؤية صادقة تجاهها وهناك من يرفضها ولا يعترف بها و لاتوجد لديه رؤية ومشروع حامل لهذا الرفض والمواطن هناء وهناك منقسم .

 

نحن نعيش مرحلة شرخ كبير وتشطط في الجسد اليمني صنعته بعض القوى التي كانت سبباً في ماجرى في الماضي وكذا من تواصل شحن الشارع لتستفيد من تلك الأخطاء المتراكمة والخطأ الأكبر الوحش القادم من الكهوف الذي التهم الجميع وهم في غفلة المحاصصه والتوزيع  فقد تم ضرب الهوية والتعايش وكل قيم الوطنية وقفزوا من مركب النجاة تاركين وطنهم يغرق وأصبح مفتت..

 

وبدلاً من الإنشغال في الماضي وثقافة الإنقسام لماذا لا نتجاوز تعاسة المرحلة ونعبر نحو المنافسة لما يخدم الوطن ويعيد الأمل للناس بعيداً عن مشاريع الإلهاء والتنويم والتبرير ..

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس