صحيفة البيان الإماراتية : الاصلاح استنزف التحالف في تعز لتكوين ميليشيات خاصة به
السبت 06 مايو 2017 - الساعة 12:58 صباحاً
المصدر : متابعات
رغم الوضع المأساوي الذي وصلت إليه اليمن إلا أن مكر وخيانة جماعة الإخوان المسلمين لم تتوقف، ولم تدرك هذه الجماعة أن بمقدورها العمل على تأخير الانتصار وتدمير اليمن، لكن لا يمكنها الاستفراد فيه.
منذ ما بعد الإطاحة بنظام حكم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، رأت الجماعة في الثورة الشعبية الفرصة المواتية للانقضاض على البلاد عبر الحكومة التي شكلت وبجناحها العسكري، ولهذا عملت على إقصاء كافة القوى السياسية والاستئثار بأهم المواقع الحكومية والبعثات الدبلوماسية.
ومكنت عناصرها من التحكم بالقرار السياسي من قمة رأس السلطة وحتى أصغر مستوى وهذا ما سبب في حالة من السخط الشعبي وشكلت أرضية مناسبة لاجتياح الانقلابيين العاصمة.
ومع بلوغ السخط الشعبي أعلى مستوياته بتحكم الجماعة في القرار السياسي والاقتصادي وإقصاء شركاء الثورة الشعبية والقوى السياسية التي لا تؤيد توجهاتهم، دخلت الجماعة مرحلة أخرى من التآمر، إذ تبين أنها قد أفرغت أفرع الجيش التي كانت تحت سيطرة عناصرها من أفراده ودفعت بميليشياتها للسيطرة على هذه الوحدات بهدف تشكيل جناح مسلح بعيداً عن أجهزة الدولة وما إن دخل الانقلابيون الحوثيون صنعاء حتى كانت حكومة الإخوان تمهد لهم الطريق للسيطرة على العاصمة ومؤسسات الدولة، حفاظاً على جناحها العسكري، ومن أجل ابتزاز الداخل والخارج لتقوية هذا الجناح وتمكينه من العودة للتحكم باليمن.
أصدقاء
مع وصول الانقلابيين إلى أطراف صنعاء الغربية، فوجئ الجميع بإصدار وزير داخلية حكومة الإخوان تعميماً لكافة وحدات الأمن بعدم اعتراض طريق ميليشيات الحوثي.
واعتبار هذه الميليشيات صديقة لهم عندما كانت تستولي على مقر القيادة العامة للجيش ومبنى رئاسة الحكومة والإذاعة والتلفزيون وكافة أجهزة الدولة قبل أن يغادر قادة الجماعة ووزراؤها البلاد ومعهم رجال الأعمال الذين يستثمرون أموالها أو الداعمين لها، ليتركوا اليمنيين يطفون مرارة انقلاب كان لأداء الإخوان الفضل في نجاحه بتلك السهولة.
ومع انطلاق عاصفة الحزم لتحرير اليمن من ميليشيا الانقلاب المتحالفة مع إيران، اعتقد الإخوان أن هذه الأوضاع هي المناسبة لإعادة تكوين إمبراطوريتهم السياسية والعسكرية فعمدوا إلى ابتزاز الدول لتكديس الأسلحة والأموال الطائلة، تحت شعار مقاومة الانقلابيين، غير أن تلك الحيلة البائسة لم تنطل على أحد، إذ تبين أن هذه الجماعة تعمد إلى استنزاف التحالف في تعز وأن الأموال والأسلحة التي منحت لها لم تستخدم في مواجهة الانقلابيين، بل لتكوين ميليشيات موازية وثروات مالية لخدمة الجماعة وابتزاز التحالف.
أوراق
وعلى مدى عامين في تعز أو في جبهة نهم وميدي تتبدى للمتابع اللعبة الإخوانية في استغلال أوضاع المعارك لتشكيل جناح عسكري للجماعة، وفِي خدمتها، ولم تحقق طوال هذه الفترة أي إنجازات ملموسة بل وذهبت إلى التآمر في المناطق المحررة ومحافظات الجنوب، بغرض بسط سيطرتها وجني ثمار الانتصارات التي حققتها قوات التحالف والقوى الوطنية في اليمن.
ولأن الجماعة التي جبلت على المكر تعتقد أن مصلحتها مقدمة على مصالح الشعب اليمني، عادت لمحاولة السيطرة على القرار السياسي من جديد والتلاعب عبر عناصرها التي زرعتها في مختلف مواقع القرار أو من خلال ميليشياتها التي شكلتها طوال فترة الحرب لخلط الأوراق في المناطق المحررة وفي المناطق التي تخوض فيها قوات التحالف والجيش معارك تحرير مناطق الشريط الساحلي الغربي..