تشييع الحمادي ... حضر الشعب وغاب القتلة وظهر المحرضون
السبت 21 مارس 2020 - الساعة 09:28 مساءً
المصدر : المحرر السياسي
في مشهد لافت وغير مسبوق، ودعت تعز يوم أمس الشهيد القائد عميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع بموكب رسمي وشعبي مهيب لم تشهده تعز طوال تاريخها.
موكب مهيب جمع كل أطياف ومكونات تعز سياسيا ومجتمعيا ، حرص الجميع على تسجيل حضورهم وفاءاً لما قدمه الشهيد الحمادي لتعز بدءاً من الطلقة الأولى لمواجهة الانقلاب الكهنوتي مرورا بوضع اللبنة الأولى للجيش الوطني وليس انتهاء بما حررته وأمنته قواته في اللواء 35مدرع من مناطق شاسعة تفوق بأضعاف ما حررته بقية ألوية المحور مجتمعة.
موكب جنائزي كان اشبه بمؤتمر جامع للمشروع الوطني الذي انتهجه رجل التضحيات الجسام والذي كانت أمنيته الخالدة أن يراهم بهذا المشهد وبهذا التوحد.
مشهد مهيب أرعب القتلة وحرمهم من الحضور كما حرمهم حتى من المزايدة وذرف دموع التماسيح على جثمانه الطاهر لعلهم يوارون قبح الجريمة النكراء ، وارعب حتى من كان متواطئ معهم بالفعل أو بالصمت عن فعلتهم، وجعلهم يختبئون خلف قلوبهم المرتعشة يتوارون من القوم خجلا من طعنتهم الغادرة التي طعنوا بها اليمن خاصرتها.
لم يحضر أحد من قادات حزب المحرضين والقتلة ولو من قياداتهم المدنية او العسكرية الموالية لهم ، والتي كانت أدوات لهم في الحرب والتحريض ضد الحمادي واللواء 35 مدرع ،فكان المشهد جليا وواضحا في فرز الناس والمشاريع والتوجهات الوطنية، فحضرت تعز كلها باستثناء هؤلاء القتلة.
غياب مثل إدانة واضحة لهم ، وكأن تعز بحضور أبنائها وقواها السياسية والاجتماعية الحية استطاعت ان تنتزع منهم اعترافا واضحا بالجريمة ، ووصمتهم بتعرية أمام الشعب وإدانة أمام التاريخ ، بل وأجبرتهم على أكثر من ذلك ، بأن يخرجوا أدوات التحريض ضد الحمادي من جديد لمحاولة يائسة وفاشلة بالتغطية على هذا الانفضاح والانكشاف المريع ، وحرف الأنظار عن مشهد التشييع المهيب.
وليس ذلك فقط ، بل أجبرتهم على أن يكون هذا الخروج مفضوحا بنشر أكاذيب سخيفة موحدة ، لتظهر وكأنها تعميم صادر من مطابخ الحزب بالتعامل مع كذبة واحدة ، وفرية واحدة ، لكنها مردودة على أصحابها بالتأكيد.
تجلى هذا بشكل مضحك مع ما نشره الصحفي الاخوانجي عبدالعزيز المجيدي والضابط بالتوجيه المعنوي الفندم/وئام الصوفي ، وهما من المتهمين بالتحريض على الشهيد وتلقوا استدعاءات من النيابة بعدن لسماع أقوالهم ، فأدانوا أنفسهم للمرة الألف برفضهم التعامل مع مؤسسة القضاء التابعة للشرعية.
المجيدي والصوفي وعدد من نشطاء الإصلاح تجاهلوا تماما كل تفاصيل مشهد تشييع الحمادي ، وانشغلوا بالحديث عن تكاليف هذا التشييع ، زاعمين بأنه كلف 100 مليون ريال ، وأن فريق المحامين وافق على دفن الشهيد بعد تسلمه 30 مليون ريال.
انفضاح عصابة الإصلاح بتخلفهم عن الحضور ، اعجزهم حتى عن ابتكار وتنويع الأكاذيب لمطابخهم الاعلامية ليظهروا بهذا المشهد البائس والذي كان ضرره عليهم أكبر من نفعه ، حيث تجلى ذلك بتأكيد التهمة عليهم أكثر.
هي إذا مرحلة فرز للجميع دون استثناء ، وعلى الكل أن يواجهها بشجاعة ليدخل في كل حساب أو يخرج من كل حساب.