اليمن ضحية العناد و المكابرة و عمى الإنتقام
الثلاثاء 10 يونيو 2025 - الساعة 11:30 مساءً
تجلس مع نفسك وتقلب السنوات وتتذكر بعضاً من تفاصيل الزمن الجميل وتتمنى أن تعود تلك الأيام لكن انت تطلب المستحيل ، فالنعمة التي من الله بها لوطننا لم يتم الحفاظ عليها ، كان الجميع لهم القدرة على تجاوز المشكلة لكن دافع الإنتقام و المكابرة و طمع السلطة اعماهم جميعاً ، كانوا قادرين على إنقاذ البلاد من الغرق لكنهم كابروا وغلبت الأطماع على الأوجاع وساروا في الطريق الخطأ التي ما كنا نوصل إلى ما وصلنا اليه إذا كانوا يحبون وطنهم ، لكنهم داسوا قيم الوطنية و انحرفوا عن كل المبادئ والشعارات التي هتفوا بها .
كان الوطن جميلاً وزاهياً لأن الحامل موجود مؤسسات تعمل وان كان لها إخفاقات وسلبيات لكنها أرحم مما وصلنا اليه ، وصلت الازفلت إلى القرية وخدمة الكهرباء التي لم تعرف وقت الإنطفاء ، لم يكن كيس القمح عبئاً ثقيلاً على المواطن ، كانت لنا دولة مؤسسات و ذات سيادة اليمني لم يشعر بالإهانة في المنافي ويبحث عن وطن بديل ، لم نكن نشعر أننا في نعيم وما بعد النعيم الا الجحيم .
لم يجني اليمني سوى حصاد بائس ، وكلما قلنا أننا سنرسوا إلى مرفأ الأمان وحسبنا النهايات قريبه وهي لازالت بعيده ، فكل الشواهد تخبرنا أننا استبدلنا الحامل بالفوضى وإنتهازيه رثه لم تراعي قانون أو نظام .
كانت نعمة أن نظام واحد يحكم مهما كانت له من السلبيات إما اليوم فلم نرى سوى مؤسسات منقسمة ودولة ممزقة مهترئة وإمامه تعود و مليشياتها تحكم ، وخدمات توقفت .
مع اننا كنا في نعمة لم نرعاها او نتركها أو نتصالح معها بل تصورنا أننا سنكون بنعمة أكبر منها فمن لم يرسموا معه ملامح الحل أتى اليوم ليجلسوا على طاولة معاً ، لذا ما الجدوى لكلما حصل ، تشاهد مؤسسات بلدك تدمر و أمواله تهدر وفساد كجبال اسبيل يزحف و صعب إيقافه وحال الناس يرثى لها ..
بعد عشر سنوات مضت هل سيراجعوا ضمائرهم ويحكموا العقل لإخراج البلاد من حالة الضياع النهائي بعد نعمة لم نرعاها ولم نغادر ونتركها