يوم الصحافة اليمنية: صرخة في وجه القمع وتضحيات لا تُنسى
الاربعاء 11 يونيو 2025 - الساعة 12:12 صباحاً
يوم الصحافة اليمنية هو يومٌ يوقظ فيّ كل ألم وأذى تعرضت له على يد جماعات إرهابية لا تؤمن بحرية الكلمة. إنه يومٌ يذكرني بالويلات التي يتعرض لها كل صحفي يمني كوني أحدالصحفيين اليمنيين ، وما يواجهونه من قهر وإذلال، من اختطاف وقتل وسجون وضرب وانا أحدهم .
يخاطر الصحفيون بحياتهم بحثًا عن المعلومة وفضحًا لانتهاكات القوى السياسية وأصحاب القرارات ومن يتحكمون في مصير اليمن، شمالًا وجنوبًا. هذا اليوم يجعلني أقول بمرارة: لا حرية للصحافة في اليمن.
صمود الأبطال في الخطوط الأمامية
يدفع الصحفيون اليمنيون ثمنًا باهظًا لهذه الحرب العبثية والصراع، كونهم الخط الأمامي للدفاع عن الشعب اليمني. أتحدث هنا عن صحفيين يعيشون ويعملون في المناطق المحررة ومناطق الحوثيين، يتصدون لكل الانتهاكات ويكشفون كل جريمة بالقرينة. وبسبب كشفهم للحقيقة، يُزج بهم في السجون، وهو ما حدث لي شخصيًا، حيث تلقيت صنوف القهر والتعذيب الجسدي والنفسي، ثم أُفرج عني بعد عام بمقايضة المليشيات لي بمقاتل لها كان مع الحكومة الشرعية.
هؤلاء الصحفيون يقدمون حياتهم للدفاع عن الشعب وكشف المجرمين، ويقدمون معاناتهم كصورة حية تعكس معاناة الشعب بأكمله. إنهم يعملون بجهود شخصية، وفق المتاح من الإمكانيات، وكل واحد منهم يجتهد لمناصرة القضية دون أن يتلقوا رواتب أو مكافآت أو إعاشات. تجدهم في مأرب، في عدن، في الساحل الغربي، وفي تعز، يعملون تحت حرارة الشمس من أجل اليمنيين.
لن ننسى تضحياتهم
هذا اليوم يجعلني أتذكر ولن أنسى الصحفي محمد العبسي، والصحفية رشا الحرازي وزوجها، والشهيد نبيل القعيطي الذي اغتيل في عدن والعيزري .
لقد قُتل أكثر من 19 صحفيًا وهم ينثرون كل قدراتهم الإعلامية لمواجهة الخطر الحوثي. لولا صحفيو الشرعية، لما اكتُشفت جرائم المليشيا، ولولا بعد الله وجودهم الشخصي وشجاعتهم، لظلت هذه الجرائم مدفونة في الظلام. إننا مدينون لهم بفضل كبير على جهودهم الاستثنائية في فضح هذه الممارسات الشنيعة.
حراس الحقيقة في زمن الظلام
إن صحفيي الشرعية هم صوت الحقيقة في زمن الكذب والظلم. لقد قدموا تضحيات جسام لكشف جرائم المليشيا، ونحن نقدر جهودهم ونثمنها عاليًا. إن دور الصحفيين في كشف جرائم المليشيا لا يقل أهمية عن دور المقاتلين في الجبهات. لولا أعينهم الساهرة وأقلامهم الشجاعة، لظلت الآلاف من الجرائم مجهولة، والمجرمون طلقاء.
إن صحفيي الشرعية هم حراس الحقيقة في زمن الظلام. بفضل شجاعتهم وإصرارهم، تمكنوا من كشف جرائم المليشيا البشعة التي كانت تسعى لإخفائها عن العالم. يجب ألا ننسى أبدًا أن ندين هذه الجرائم ونقف إلى جانب هؤلاء الأبطال الذين يواجهون المخاطر من أجل كشف الحقيقة.
كما يذكرني هذا اليوم بالدخلاء على المهنة من كونت لهم أحزابهم منظمات، جعلتهم ينفردون بقضايا الصحفيين ويتحدثون باسمهم مع منظمات دولية خارجية، دون إشراك جميع الصحفيين اليمنيين. بل إنهم عنصريون لا يقبلون بالآخرين، يحبون الظهور والاستعراض، ويمثلون أنفسهم فقط، لا يمثلون الصحافة اليمنية بحثًا عن المال والشهرة.
لولا صحفيو اليمن، لكانت اليمن أشبه بغابة يسكنها الوحوش لا تقبل بفصائل أخرى.
▪︎ بقلم: أحمد حوذان صحفي ومختطف سابق في سجون الحوثي الإرهابي