بين الولاية والجمهورية: من ينتج السردية ومن يستهلكها؟

الخميس 12 يونيو 2025 - الساعة 07:21 مساءً

 

من يواجه من؟

المشكلة لم تعد في "الولاية" كفكرة، بل فيمن يعارضها.

من يواجه المشروع الحوثي اليوم، لا يملك خطابًا متماسكًا، ولا سردية بديلة.

الجمهورية تحوّلت إلى شعار أجوف، يُستهلك يوميًا، دون وعي بمعنى المعركة.

 

الحوثي: ليس مجرد انقلاب

 

الحوثي ليس رجلاً زيديًا تقليديًا، ولا مجرد انقلابي عسكري.

هو امتداد لمشروع شيعي إثنا عشري، يُعيد إنتاج سردية "ولاية الفقيه" بنكهة محلية.

يمارس التقيّة، ويتدرّج بذكاء داخل النظام الجمهوري ذاته.

 

الجمهورية... كواجهة للمشروع!

 

الحوثي لم يُسقط علم الجمهورية، ولا دستورها، ولا شعارات سبتمبر.

بل أعاد تأويل كل شيء، ووظّف مؤسسات الدولة لنشر أيديولوجيته، دون صدام مباشر مع الناس.

كل هذا يجري باسم الجمهورية

 

الشرعية: أعظم خدمة للحوثي

 

الجمهورية الشرعية اليوم، بلا مشروع، بلا قرار مستقل، بلا إرادة.

قنوات إعلامية مشوشة، وقيادات فاسدة، ونخب تعيش في ماضٍ لا يُجدي.

 

من يملك السردية، يملك المعركة

 

الحوثي يُنتج سرديته الخاصة، ويعيد تشكيل الموروث، ويصوغ وعي الناس.

أما خصومه، فيكتفون بالتصريحات، يصرخون دون أثر، يرددون شعارات ميتة.

 

ما نحتاجه فعلاً

 

نحن بحاجة إلى سردية تقول:

"أنت يمني، ابن حضارة، لا تابع لسيد، ولا خادم لجمهورية فاشلة."

نحتاج خطابًا يعيد للناس ثقتهم، ويفهم طبيعة الصراع العقائدي القائم.

 

ما لم ننتج رواية جديدة، ستظل "الجمهورية" كما يريدها الحوثي، لا كما نحلم بها.

الذي يروي هو من يحكم،

والذي يصرخ... يسبح في الفراغ.

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس