كذبة إيران وفزاعة إسرائيل..
السبت 14 يونيو 2025 - الساعة 08:20 مساءً
على مر سنوات، خُدعنا بفقاعة صابون إيران وبرنامجها النووي، ومزايداتها بقضايا الأمة الإسلامية، وخاصة فلسطين، ومحور مقاومتها المسلَّط على الشعوب العربية، "الهلال الشيعي".
ذهبت إيران بعيداً بأحلامها في السيطرة على الأمة العربية بعد تخلصها من الزعيم صدام حسين، عليه رحمة الله، وتخيلت أن المكان أصبح شاغراً لها دون منازع، فأوجدت محور المقاومة في جميع البلدان التي دخلتها عبر الثورة الإسلامية، وجعلت من هذه البلدان خراباً ودماراً داخلياً وخارجياً، واستغلتها لتصفية حساباتها مع إسرائيل وأمريكا حسب مصالحها، وهددت دول الخليج بالاستيلاء عليها وعلى ثرواتها.
نعم، جمعت المصالح إيران وإسرائيل وأمريكا في الشرق الأوسط، وخاصة الوطن العربي، وكان لكلٍّ منهم هدفه من هذه المصالح، وكان أيضاً هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، وبالذات من قبل إيران التي طمعت كثيراً بالكعكة المغرية، كيف لا وهي التي قدمت خدمات جليلة لا يمكن إنكارها من قبل إسرائيل وأمريكا، سواء في المنطقة، العراق أو غيرها، أفغانستان وغيرها من الخدمات التي لم تظهر للعلن.
تجاوزت إيران الحدود..
مما جعلها تدفع الثمن ممن صنعها كقوة إقليمية كبرى في الشرق الأوسط، وأظهر عجزها داخلياً بشكل لا يُصدق.
تخيَّل بشكل مبسط أن يكون معك بيت مملوك لك وتعرف كل شيء فيه بتفاصيله الصغيرة والكبيرة، وفجأة يأتي الغريب ويدخل هذا البيت بمفتاحه، ويعرف كل مكامن القوة والضعف فيه، ويقتل ويدمر كل شيء فيه عملت عليه لعقود من سنوات خلت، بلحظات.
كان هناك بيت دُمر، وقُتل كل من فيه، وأنت واقف عاجز لا تستطيع فعل شيء حيال ذلك، غير نشر التصريحات بالتهديد بالقضاء على من فعل ذلك، بالرد المُزلزل، وما زلت تُصرّح بذلك حتى هذه اللحظة، التي أصبح تصريحك فيها مضحكة ومسخرة أممية، بالرغم من تكرار ذلك معك لعدة مرات سابقة.
ورغم استعراضات إيران ورسائلها بأسلحتها المتطورة عبر الحوثي بالطيران المسيَّر والصواريخ الباليستية والفرط صوتية، التي كانت تضرب إسرائيل ولا تُصيب أحداً، وكأنها تقول لديَّ ما يكفيني من رد هجماتكم، بل وضربكم في عقر داركم إذا فكرتم بضربي، إلا أنها أظهرت عجزاً يجعل معه ألف سؤال وعلامة استفهام.
إسرائيل فزاعة إيران وجلداتها..
لا تجد دولة أقرب لإسرائيل بعد أمريكا من إيران، من حيث المصالح المشتركة بينهم في الوطن العربي، ولكن هناك اختلاف في توزيع الكعكة.
فشعارات إيران الكاذبة بالموت لأمريكا وإسرائيل بالعلن، غير الخفاء، فإيران باعت لإسرائيل محور مقاومتها بالكامل، ولم يتبقَّ معها غير الحوثي، الذي سيدخل في صفقة وبيعه مع إسرائيل قريباً، والأيام ستثبت ذلك. وإذا لم يدخل، سيتم القضاء عليه، مثله كمثل حزب الله في لبنان.
فمن غير المعقول أن تقضي إسرائيل على قادة الجيش الإيراني وعلمائها النوويين والمنشآت النووية بلحظات! هل بلغ الاختراق لهذا الحد وبهذا الشكل السريع؟!
إلا كنتَ أنت من عمل هذا البعبع، صاحب الفقاعة الصابونية، وأمرت بتربيته لتجاوزه حدوده المسموح بها.
ترامب وإيران..
على إيران التوصل إلى اتفاق قبل أن لا يتبقى شيء، وإنقاذ ما كان يُعرف سابقاً بـ"الإمبراطورية الإيرانية"..
المتشددون الإيرانيون عارضوا الاتفاق النووي، لكنهم لم يكونوا يعلمون ما سيحدث.. لقد ماتوا جميعاً الآن.. وهذا يثبت، مثلما زرعت إسرائيل في قلب الوطن العربي، ضخَّمت إيران كقوة عظمى في المنطقة، واليوم تحصد ما زرعته فيها.