هل ستكون السعودية مفتاح السلام بين إسرائيل وإيران؟

الاحد 15 يونيو 2025 - الساعة 02:07 صباحاً

 

مع تصاعد وتيرة التوتر بين إسرائيل وإيران، تتجه الأنظار نحو المملكة العربية السعودية ودورها المحتمل كلاعب رئيسي في إنهاء هذا الصراع ووضع أسس لسلام دائم في المنطقة. 

 

تمتلك السعودية أوراقًا قوية ونفوذًا جيوسياسيًا يمنحها موقعًا فريدًا لممارسة الضغط وتقديم مبادرة سلام ذات شروط عربية.

 

النفوذ السعودي وأوراق الضغط.

 

تتمتع المملكة العربية السعودية بموقع استراتيجي وثقل اقتصادي وسياسي كبير في المنطقة والعالم. علاقاتها المتينة مع الولايات المتحدة الأمريكية تمنحها قدرة فريدة على التأثير في القرارات الإسرائيلية والأمريكية على حد سواء. كما أن مكانتها كقلب للعالم الإسلامي يمنحها شرعية أخلاقية ودينية يمكن توظيفها لدعم أي مبادرة سلام شاملة.

 

علاوة على ذلك، أظهرت السعودية خلال السنوات الماضية رغبة واضحة في التهدئة وتخفيف حدة التوترات الإقليمية، سواء عبر الحوار مع إيران أو عبر جهودها في اليمن. هذه التوجهات الجديدة في السياسة الخارجية السعودية تعزز من قدرتها على أن تكون وسيطًا مقبولًا ومؤثرًا في النزاعات المعقدة.

 

مبادرة سلام بشروط سعودية

 

يمكن للسعودية أن تقدم مبادرة سلام إقليمية شاملة تبدأ بوقف فوري للتصعيد بين إسرائيل وإيران. هذه المبادرة يجب أن تتضمن شروطًا واضحة تهدف إلى تحقيق استقرار دائم، ومن أبرزها:

 

أولا _ إسقاط مشروع "ولاية الفقيه" وإنهاء التدخلات الإيرانية: يتطلب تحقيق السلام الحقيقي في المنطقة إنهاء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ودعم الميليشيات المسلحة، ومشروع "ولاية الفقيه" الذي يهدف إلى تصدير الثورة الإيرانية. يجب أن تلتزم إيران باحترام سيادة الدول الإقليمية وعدم التدخل في شؤونها.

 

 ثانيا_  وقف التصعيد وتفكيك بؤر التوتر: يتعين على الطرفين الإسرائيلي والإيراني وقف أي أعمال عدائية مباشرة أو بالوكالة. ويشمل ذلك تجميد البرامج النووية الإيرانية التي تثير قلق المنطقة والعالم، مقابل ضمانات أمنية واضحة.

 

 ثالثا_  الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتطبيق المبادرة العربية: لن يكون هناك سلام حقيقي في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. المبادرة العربية للسلام التي قدمتها السعودية عام 2002 توفر خارطة طريق واضحة لتحقيق ذلك، من خلال الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مقابل تطبيع العلاقات مع الدول العربية. هذا الشرط أساسي لضمان قبول واسع لأي مبادرة سلام في المنطقة.

 

 رابعا_  آليات ضمان وتطبيق: يجب أن تتضمن المبادرة آليات واضحة لضمان الالتزام بها، بما في ذلك دور فعال للأمم المتحدة وقوى دولية أخرى لمراقبة التنفيذ وتطبيق العقوبات على أي طرف يخل بالاتفاق.

 

الطريق إلى سلام دائم

 

لذلك نستطيع القول إن قدرة السعودية على ممارسة الضغط على الولايالمتحدة، وتقديم رؤية متكاملة للسلام في المنطقة، يضعها في موقع فريد لقيادة هذه الجهود. فبدلًا من أن تكون المنطقة ساحة للصراعات بالوكالة، يمكن أن تتحول إلى نموذج للتعاون الإقليمي، إذا ما تم إنجاح هذه المبادرة.

 

هل ستفعل السعودية دورها التاريخي ، مع تصاعد المخاطر، قد تكون الفرصة المناسبة للسعودية لتفعيل دورها التاريخي والإقليمي في إرساء دعائم سلام شامل وعادل، يبدأ بمعالجة جذور الصراعات، وينتهي بتحقيق تطلعات الشعوب العربية في الأمن والاستقرار والتنمية.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس