طارق الأمل.. المخا بوابة استعادة الدولة
الخميس 19 يونيو 2025 - الساعة 10:33 مساءً
في خضم الانقسام السياسي والعسكري الذي بات يعصف باليمن منذ انقلاب الحوثيين على مؤسسات الدولة في 2014، برزت شخصيات وتشكيلات عسكرية جديدة تسعى لإعادة رسم المشهد اليمني، من بينها العميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي تحول من أحد أركان النظام السابق إلى لاعب رئيسي في الساحة اليمنية الجديدة عبر قيادة المقاومة الوطنية، المتمركزة في مدينة المخا على الساحل الغربي للبلاد.
بعد استشهاد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ديسمبر 2017 على يد جماعة الحوثي، شق طارق صالح طريقه نحو الساحل الغربي، وهناك أعاد ترتيب الصفوف العسكرية المنفلتة، ليؤسس ما عرف بـ"حراس الجمهورية" ضمن إطار القوات المشتركة، التي ضمت تشكيلات من ألوية العمالقة والمقاومة التهامية. وقد نجح في فرض موطئ قدم في مدينة المخا، ليحولها إلى مركز قيادة ونقطة ارتكاز استراتيجية.
لم تكن المخا اختيارًا عشوائيًا، فهي ليست مجرد مدينة ساحلية تاريخية، بل رمزًا جغرافيًا وعسكريًا واقتصاديًا. فالمخا تطل على أحد أهم الممرات البحرية العالمية – باب المندب – وتعد بوابة عبور نحو تحرير محافظات الشمال الغربي كتعز والحديدة، وتمثل نقطة تماس مباشرة مع ميليشيا الحوثي. تحولت المدينة إلى ما يشبه عاصمة ميدانية لقوات المقاومة الوطنية، وموقعا لصياغة مشروع وطني بديل يحاول توحيد الانقسام القائم بين الشمال والجنوب، وبين الشرعية والحوثيين.
يحمل القائد طارق صالح مشروعًا يُنظر إليه من قبل أنصاره بأنه "وطني جامع"، يهدف إلى تجاوز الصراعات المناطقية والحزبية، والانطلاق نحو استعادة مؤسسات الدولة من قبضة الميليشيات الحوثية. ووبالرغم من أن المشروع يواجه تحديات سياسية من بعض أطراف الشرعية الذين ينظرون بشك نحو طموحاته، إلا أن حضور المقاومة الوطنية في المجلس الرئاسي أضفى عليه شرعية سياسية ضمن خارطة القوى التي يفترض أن تقود البلاد نحو التسوية والحل.
استطاع طارق صالح بناء علاقة مرنة مع التحالف العربي، خصوصًا دولة الإمارات التي دعمت قواته ماديًا وعسكريًا، وخلق علاقة توازن مع باقي المكونات اليمنية المؤثرة والفاعلة ، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي.
"طارق الأمل" ليس مجرد وصف إعلامي ، بل هو من وجهة نظرنا تعبير واقعي تأمل من خلاله جماهير الشعب إالعبور إلى الخلاص باعتباره شخصية قادمة من قلب النظام السابق، تسعى أن تلعب دورًا مختلفًا هذه المرة، في ظرف أكثر تعقيدًا وتفككًا. حيث جعل من تمركزه في المخا، رمزًا لليمن الموحد والمفنتح على العالم، يحاول طارق صالح أن يجعل منه مشروع استقرار إقليمي وعالمي وبوابة أمل نحو دولة مدنية، سيادية، تتجاوز الحرب والانقسام.