الحالم في بلاد الشقاء !
الاثنين 23 يونيو 2025 - الساعة 01:05 صباحاً
بذور الأحلام العظيمة تكبر وتنمو إذا ظل صاحبها يرويها إرادة وقوة ، وتسقيها جداول القيم والمبادئ النقية .
طريق وعر سلكناه كان محفوف بالمخاطر ، لم تكن الخطىء مهتزه بل كانت قوية لا تهاب المخاطر كل ذلك من أجل الحلم الذي ظل مؤجلاً في دفتر الأمنيات .
في القرية تمسك الكتاب لتقرأ لتسقي شجرة الفكر والروح ، كانت القراءة غذاء والكتاب صديق تحاول أن تتعلم القيم الفاضلة وتمارسها قولاً وفعلاً وكيف تعيش وتعامل الإنسان كإنسان نبع من الرحمة والقيم العظيمة ، تجد نفسك غريب في مجتمع متوحش لا يرحم و تذهب ساعاته وأيامه دون فائدة ، نظرته اليك ماديه بحته ، في فكرهم يرون أن المال هو من يصنع المجد و السعادة .
في القرية عشنا أيام بدون متر من أرض أو راتب لم تكن الهزيمة حاضرة في حياتنا نقراء ونكتب ونكافح بصمت لنرى وطن مدني كبير يحكمه خيرة خلق الله وفق دستور وقوانين ونموذج يتحدث عنه الجميع .
كانت الصدمة أن الحلم ذاب وعشنا الشقاء و تمزق الحلم لنرى وطن يديره إنسان ممزق المبادىء بلا رؤية أو ضمير يحكمه ، في الصورة إنسان لكن أفعاله لا تختلف عن وحش لأن لا الرحمة ولا اشفاق في حياته يتلذذ بعذاب الناس وقهرهم يعيش الذات القبيحة .
تجد نفسك محاصر في مجتمع لا يرحم نفسه و تحاول أن تساعده في الخروج من بوابة الشقاء إلى عالم جديد يصنع من نفسه أنسان لكن تراه يرفض كل ذلك ويجبرك أن تسلك طريق الأشقياء
كان الحلم كبيراً أن تجد مجتمعاً نبيل و كانت الأحلام واسعة لكن الواقع قادها إلى التعثر ..
الواقع الذي لا ترى فيه نور العلم و حضور الخدمات و بناء الإنسان و مراقبة الضمير يجعلك تتألم وبحسرة على بلاد تطرد ابنائها نحو الهجرة والإغتراب بعد فقدان الأمل أن تكون بلاد السعادة الذي نبحث عنها فهي بلاد الأشقياء الذين يعيشون العذاب لم تمنحهم هذه البلاد لقمة عيش كريمة تسد جوعهم ولا خدمات تساعدهم على البقاء ..