قصتي مع الحوثيين
الاربعاء 05 ابريل 2017 - الساعة 04:40 صباحاً
علي البخيتي
كنت معارضاً لنظام الرئيس السابق صالح، وأتعاطف مع أي تيار يعارضه، تعاطفت مع الحراك الجنوبي ومع تكتل اللقاء المشترك –الذي شارك فيه الحزب الذي أنتمي اليه (الحزب الاشتراكي اليمني)- وتعاطفت حتى مع حميد الأحمر والإخوان المسلمين الذين خرجوا على رأي رئيس حزب الإصلاح وقتها (عبدالله الأحمر) وقرروا مساندة المرشح الرئاسي المنافس لصالح وهو المرحوم المهندس فيصل بن شملان، وشاركت وتبرعت لحملة بن شملان بكل ما أوتيت من قوة ومال وتنظير، وكذلك كنت من المُتعاطفين مع مؤسس جماعة الحوثيين المرحوم حسين بدرالدين الحوثي، لكني لم أؤمن قط بالأفكار ولا بالمشروع الذي روج له، كوني يسارياً وعلى النقيض من كل تيارات الإسلام السياسي، وأنظر للتقاليد الدينية باعتبارها منظومة عادات وتقاليد وأفكار مجتمعية، وكل شخص وكل منطقة أحرار في تبني واحياء والتفاعل مع أي موروث ديني، ومن هنا كانت مناصرتي للحوثيين، وقد يكون هناك دوافع كامنة غير مرئية في تكويني النفسي ووعي الباطن فيها بعض التعصب اللاشعوري للمذهب الزيدي المنتمي له الحوثي كونه المذهب الذي فُطرت عليه، لكن ما أنا متأكد منه وبوعيي الظاهر أن تعصبي للمذهب الزيدي نابع من نظرتي اليه أنه جزء من عادات وتقاليد وأعراف منطقتنا، مثله مثل العادات والتقاليد المتعلقة بحياتنا اليومية وعاداتنا الاجتماعية في الأفراح والمآتم واللبس والرقص الشعبي، ولا يرقى الى مستوى قناعة دينية باعتباره يمثل دين الاهي.
***
ذلك التعاطف جرني شيئاً فشيئاً الى حركة الحوثيين، وكانت البداية في استقدامي صحفياً بريطانياً يعمل لقناة تلفزيونية أمريكية ويحمل الجنسية الأمريكية اسمه وليام ماركس وادخاله اليمن باعتباره سائحاً، وكان مخططنا أن نزور صعدة ونلتقي بعبدالملك الحوثي ونعمل تقارير مصورة وبرنامج عن الحركة وأهدافها السياسية وتوجهاتها العقائدية وما يتعرضون له من مظالم وتدمير للمناطق التي يعيشون فيها، وتم اعتقالنا قبل أن نصل الى وجهتنا، وسجنت في بدروم الأمن السياسي في 19 مايو 2008م بجوار غرف كان مسجون فيها عدة أشخاص من أسرة بدر الدين الحوثي والد حسين، ومنهم عبدالكريم أمير الدين الحوثي (عم عبدالمك) ومحمد علي الحوثي (رئيس اللجنة الثورية الحوثية) وآخرين من أحفاد بدر الدين الحوثي، ومن هنا بدأت العلاقة المباشرة، وبعد خروجي من السجن ذهبت الى صعدة، وتعاملوا معي باعتباري مُجاهداً معهم، وأذكر أنه عند سؤالي من البعض في صعدة: هل أن مُجاهد؟، بمعنى هل أنت من ما يسفوه بـ (المسيرة القرآنية)؟، كنت أرد: أنا مُشاهد لا مجاهد.
***
حاول الحوثيين ادخالي دورات تعليمية دينية لكنهم لاحظوا أن ذلك أضرهم لأن أفكاري التي كنت أبثها بين المشاركين في الدورات تسبب لهم الكثير من الارباك وتثير الشك، فقرروا التعامل معي بوصفي حليف سياسي لا تابع يواليهم دينياً، وعند انفجار أحداث 11 فبراير 2011م كنت من أوائل من شارك فيها وخرجت وتوكل كرمان في عدة مسيرات وكان عددنا لا يتجاوز الأربعين شخصاً وهناك مقاطع فيديو على اليوتيوب وصور وثقت تلك اللحظات، وبعد خلاف بيني وبين منظمي الساحات عقب استحواذ اللقاء المشترك وبالأخص الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) على قرار الساحة وخطابها الإعلامي ومنعي من الظهور على منصتها والقنوات التابعة لهم كالجزيرة وسهيل عملت ثلاثة لقاءات عاصفة جداً في قناة سبأ المؤيدة لصالح وقتها مع الإعلامية الرائعة سارة البعداني، وكان ذلك أول ظهور إعلامي لي، ثم توجهت الى القاهرة لإدراكي أن الاعلام المصري والعربي والعالمي –بعد سقوط نظام مبارك- شغوف لإبراز ما يحدث في اليمن، والقاهرة مركز اعلامي مهم، وكانت تلك محطة مهمة في ظهوري السياسي والاعلامي بشكل مُكثف، حيث كنت أشارك في عدة برامج يومياً وسنة كاملة، ثم عدت لليمن، والتحقت بالساحات من جديد كعضو في الملتقى العام للقوى الثورية الذي كان الحوثيون فاعلاً رئيسياً فيه، ثم أصبحت المتحدث باسم الملتقى، ومن خلال ذلك المكون رشحني الحوثيون في مؤتمر الحوار باعتباري حليفاً سياسياً لهم وعضواً في مكون هم شركاء فيه، ولأن الملتقى العام للقوى الثورية لم يكن له حصة رسمية في الحوار دخلت باسم حصة (أنصار الله) الحوثيين، وسرعان ما برزت في الحوار ولذلك عينني الحوثيين ناطقاً رسمياً باسمهم في مؤتمر الحوار، ثم تم تعييني في المجلس السياسي للحركة.
#علي_البخيتي
ابوعثمان محمدالسلمؤ
2019-April-01لايوجد مااقوله
ابوعثمان محمدالسلمؤ
2019-April-01لايوجد مااقوله