قراءة في استراتيجية الوكيل الإقليمي حرب إيران وإسرائيل
الاربعاء 25 يونيو 2025 - الساعة 10:18 مساءً
من وجهة نظري أن توقف المواجهة الأخيرة بين إيران وخصومها لا يكون ناتجًا عن قوة إيرانية ذاتية، بل عن رغبة أطراف إقليمية ودولية في الحفاظ على دور إيران كـ"وكيل مطلق" في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والإسلامية.
فإيران بما تملكه من شبكة نفوذ وأذرع إقليمية بنتها منذ سنوات بمساعدة حلفاء الأمس الذين تحولوا إلى أعداء اليوم، تُعد أداة رئيسية تستخدمها قوى معينة لإبقاء الشرق الأوسط في حالة مستمرة من الفوضى والاضطراب.
فأي نصر قد يُنسب لإيران في هذه المواجهة يُعتبر نصرًا مزيفًا، مُصممًا خصيصًا للحفاظ على "هيبة" طهران في المنطقة، وبالتالي ضمان استمرار دورها كعامل إرباك. ولذلك من وجهة نظري أن من يتصور هذا "الانتصار" أو يصدقه، لا يدرك الأبعاد الحقيقية للمعادلة الإقليمية المعقدة، ويفتقر إلى رؤية عميقة للتحركات الجيوسياسية.
ولهذا، فإن القوى الكبرى قد تجد مصلحة استراتيجية في الإبقاء على حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وهي تستخدم لاعبين إقليميين مثل إيران لتحقيق هذه الغاية، مستفيدة من التشتت والاضطراب والانهيار المحتمل.
وبالتالي، يُفسر أي "انتصار" أو "تراجع" لإيران في هذا السياق على أنه جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى استدامة التوتر، بدلًا من حل النزاعات بشكل جذري يهدد مصالح هذه القوى.
فهذه الدول لايرقى لها أن ترى الشرق الاوسط في حالة الاستقرار.