تعز .. لعنة مابعد وماقبل وماقبل قبل .!
الاربعاء 25 يونيو 2025 - الساعة 10:53 مساءً
مانزال حتى هذه اللحظة ندفع الفاتورة الثقيلة لما بعد 11 فبراير 2011 ، وماقبلها ، بل وماقبل قبلها ؛ ندفعها دماً وحصاراً وعطشاً وجوعاً وتهميشاً وخيانة .
مابعد 11 فبراير لم يكن مجرد فوضى ثورية ؛ بل كان الإنكشاف الكامل للمؤامرة على تعز أرضاً وإنساناً وذاكرة .
لقد حاولت أن تكون الصوت الأعلى للمدنية ، فانقلبت عليها ميليشيات الاوصياء والوكلاء ، ففصَعَ الأقوياء وغاب عنها الأوفياء ؛ فقذفت إلى مستنقع الفساد وأُخرجت من معادلة السلطة والحرب معاً ... وأقصيت وسقطت من كل حساب .
أما ماقبله ، فقد كانت تعز ترزح تحت نظام يسحقها بالولاء السياسي والاقتصادي ويعاقبها بالصمت والخذلان .
وماقبل قبل ذلك ، كانت لعنة الإمامة هي السيف المسلط على عنقها ؛ وظلت تعاني وتقاتل وحدها من أجل الحرية والتغيير .
تعز ليست ضحية مرحلة ، بل ضحية مراحل متراكمة ؛ ليست ضحية حدث ، بل ضحية تاريخ وجغرافيا ؛ يُراد لها أن تبقى مجرد ظاهرة صوتية وممر للغزاة لا مركزاً ونموذجاً للدولة .
هنا في هذه المساحة المحصورة بين "حنشان الجبال وعقارب الخبوت" كانت تعز وماتزال تدفع أثمان الحرية والإنعتاق والوعي لا الجهل ؛ وأثمان الثورة لا الخنوع .
ولن يكفيها الزمن لتشفى ؛ لأنها محكومة بلعنة التاريخ والجغرافيا معاً .