اليمن عامٌ آخر تحت وطأة الحوثيين
الجمعه 27 يونيو 2025 - الساعة 01:47 صباحاً
انقضت سنةٌ أخرى، مُثقلة بمرارةٍ لا تُحتمل، ارتفع فيها منسوب الألم والوجع فوق رؤوس اليمنيين. عامٌ شهد انهيارًا مريعًا في قيمة العملة، لدرجة أن ما كان يُشترى بيسرٍ بالأمس القريب، بات اليوم مجرد حلم بعيد المنال. هكذا تتوالى الأعوام، تسرق أبسط ملذات العيش، وتُعمّق جراح فقدان الدولة ومؤسساتها الخدمية. إنها حربٌ لم تبقِ ولم تذر سلبت من اليمنيين دولتهم بالقوة بعصابة إرهابية، خلّفت تشتتًا وتشردًا لملايين البشر. عشرة أعوام مضت، كل صفحة فيها تُروى ألمًا لا يوصف، لتُشكّل سنواتٍ عجافًا رحل فيها السلام، وعمّ ضجيج المعاناة أركان القلوب. إنها سنواتٌ سُلبت فيها كل معاني السعادة والفرح.
الخوف يتغلغل في كل نفس، فالأيام رتيبة، متطابقة بشكل مخيف. الأمس هو اليوم، واليوم هو الغد، في دورةٍ جهنمية لا تتوقف. لم يعد بمقدور أي يمني أن يستعيد قطعةً من روحه فقدها إلى الأبد جريح شهيد مختطف مغيب قسرا.
اليمنيون البسطاء، ذوو الدخل المحدود، والمعلمون، تُركوا وحيدين في عُزلتهم بعد أن قُطعت رواتبهم. لا أحد يكترث لأمرهم: لا أمم متحدة تقف معهم، ولا ميليشيا إرهابية مدعومة إيرانيًا وأمميًا تُبالي بمعاناتهم. لا غدٌ يُنتظر لعيشه، ولا حلمٌ ينتظر تحقيقه. يعيشون أيامه تحت وطأة شعور مبهم بالوحدة والخذلان.
لقد تعلم اليمنيون درسًا قاسيًا: لا أحد يستحق الرهان عليه. لن ينتظروا "الشرعية" التي طال انتظارها، ولا الأحلام التي تبخرت. فكل وعود العودة ستأتي، حتمًا، مثقلة بالخيبات، بالخيانة والخذلان. يتفنن البشر في متعة مشاهدتك تتألم، لذا، لا تراهن على أحد إنهم تجارالحروب وعصابات .
في هذا العالم، لا يوجد من هو قادر على إنقاذ اليمنيين، ولا إعادة أحلامهم المسروقة، ولا رواتبهم المنهوبة، ولا دولة مؤسساتهم المدمرة. لا أحد قادر على استعادة الماضي ببريقه. لا أحد قادر على فهم شعورك الهزيل، أو تبديد تشويش أفكارك، أو تهدئة حيرتك المفرطة، بينما أنت في أمس الحاجة للثبات والأرض تهتز من تحت قدميك. مشردون، نازحون، مشتتون، تائهون، بين أيادي المتآمرين.
كم من حربٍ نخوضها؟ حربٌ ضد ميليشيا إرهابية لا تطيق بقاء أي يمني لا يتفق مع مشروعها الطائفي، المؤمن بالخميني والعمامة. وحربٌ أخرى ضد رأسمالية تجار الحروب الذين يشنون أضعاف الحروب، ويتلذذون بمعاناة الملايين اليمنيين. نعم، نحن نخوض حربًا، ولكننا سنخرج منها منتصرين لم يهزمنا شيء أمام هذا العالم. النصر لنا، ونحن من سنصنعه.
سعيد القدسي
2020-April-03اللهم اكفنا شر مطلقات الجنوب ثم شر مطلقات الشمال ان كيدهن عظيم