أمن عدن مرهون بتحرير تعز ..
الاحد 29 يونيو 2025 - الساعة 07:12 مساءً
حقيقة لاتحتمل الجدال ، لن تستقر عدن ، مادامت تعز محاصرة .
هذه ليست صرخة حماس ، بل ما أكدته وثائق اللجنة الأمنية العليا في إجتماعها الأخير مع رئيس المجلس الرئاسي السبت الماضي ، نعم لقد أقرّوا "أخيراً" بأن الخطر الذي يخنق عدن لاينبع من أزقتها ، بل من خاصرتها الشمالية ، من تعز ، المحافظة التي تركوها تنزف وحدها في وجه مليشيا الإنقلاب ومافيا الفساد معاً .
الحجرية ريف عدن ..
الذين ينظرون لتعز بإعتبارها "قطاع منفصل" يجهلون الجغرافيا والسياسة معاً .
الحجرية ريف عدن ، وشرايين الأمن تمتد عبر التربة قبل أن تصل إلى المعاشيق في كريتر .
ولهذا كانت الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها مؤخراً تتحرك بين الحجرية وعدن بسهولة مريبة ، وتنفذ إغتيالات وتفجيرات وتحصد أرواح المدنيين دون أن ترفّ للحكومة الشرعية جفن .
الوجه الآخر للإنقلاب ..
دعونا نقولها كما هي ، تحرير تعز لايتعطل فقط بسبب الحوثيين ، بل بسبب فساد الشرعية ذاتها ؛ فنفس اليد التي تُصافحك في معاشيق ، هي التي تُمرر الذخائر والعبوات الناسفة للخلايا النائمة عبر طرق تعز .
هذه ليست مبالغة ، هذه خلاصة وثائق إستخباراتية رسمية ، عرضت في الإجتماع الأمني ذاته .
نحن أمام شرعية برأس أعزل ، وجسد مخترق ، ورجال أمن بلا سلطة على الأرض .
تعز هي مفتاح عدن ..
عدن الآن تُستنزف إقتصادياً ، وأمنياً ، وتعدد الولاة وتكاثر الأجندات وتضخم الأجهزة بلا وظيفة حقيقية ، كلها أعراض لمرض واحد ، إنكسار العمود الفقري المتمثل بتعز .
فعندما تُترك تعز غنيمة للميليشيات وللمتنفذين وتجار الدين والسلاح ، فلن يتبقى في عدن دولة ، بل وهم سلطة .!
والسؤال : هل يجرؤ الرئاسي على خوض معركة تحرير تعز فعلاً ؟
أم سيكتفي بالتقارير والاجتماعات ، وتبقى عدن رهينة الخوف ، وتعز رهينة الحصار ؟
الخلاصة ..
إننا لانحتاج مزيداً من الإجتماعات واللجان ، بل نريد قرار واحد مسؤول وشجاع يقضي بتحرير تعز من الفساد والحصار فوراً .