بين المال والخير: مقارنة بين دور الكريمي وجمعية هائل سعيد الخيرية في دعم الخدمات الطبية للمواطن اليمني
الثلاثاء 01 يوليو 2025 - الساعة 12:31 صباحاً
في واقع يمني مأزوم تتشابك فيه الأزمات الاقتصادية مع التحديات الصحية، يبرز دور مؤسسات الأعمال والجمعيات الخيرية كعنصر مكمل لدور الدولة شبه الغائب، ومن بين هذه الكيانات، يحضر اسم مجموعة الكريمي باعتبارها واحدة من أكبر مؤسسات المال والخدمات المصرفية، إلى جانب جمعية هائل سعيد الخيرية كأحد أبرز الأذرع الإنسانية لمجموعة تجارية وطنية عريقة.
*الكريمي: حضور اقتصادي كبير وشبه غياب في الدعم الطبي*
مؤسسة الكريمي للتمويل الأصغر والخدمات المصرفية تحظى بحضور واسع في مختلف المحافظات اليمنية، وتُعد قناة رئيسية لتحويل الأموال وصرف المرتبات والمساعدات النقدية، لكنها، ورغم هذا التأثير المالي، تكاد تغيب شبه كلياً عن مشهد الدعم الصحي والطبي المباشر للمواطن اليمني، فالكريمي لا يدير برامج دعم للعمليات الجراحية، ولا يقدم مساعدات دوائية، ولا يظهر له حضور بارز في المستشفيات أو في التخفيف من معاناة الفقراء في هذا القطاع الحيوي في آمس الاوقات التي يحتاجها المواطن.
*جمعية هائل سعيد الخيرية: بصمة إنسانية لا تُخطئها العين*
في المقابل، جمعية هائل سعيد الخيرية أثبتت حضورها الإنساني بشكل يومي وملموس، خاصة في المجال الطبي. فهي تُعد من أبرز الجهات الوطنية الداعمة للمواطنين في تغطية تكاليف العمليات الجراحية، توفير الأدوية، وتمويل السفر الطبي داخل وخارج اليمن في بعض الحالات الحرجة، ولا يمر يوم دون أن تسهم في إنقاذ حياة مريض، أو إعادة الأمل لأسرة أعيتها الظروف.
*المفارقة اللافتة*
تبدو المفارقة واضحة ومثيرة للتساؤل: كيف لمؤسسة مالية بمستوى الكريمي، تربح من المواطن وتخدمه مالياً يومياً، أن يتباطئ عن دعمه في أكثر لحظات ضعفه وحاجته؟ في حين أن مؤسسة تجارية ربحية، كـمجموعة هائل سعيد، اختارت أن ترد الجميل للمجتمع وتشارك في تضميد جراحه، عبر ذراعها الخيري.
*دعوة للمسؤولية الاجتماعية*
إن هذه المقارنة لا تهدف إلى التقليل من أهمية الدور المالي للكريمي، بل إلى دعوة صادقة وملحّة لأن تمتد أذرعه المالية إلى المجال الإنساني، لا سيما الصحي بالشكل الذي يتطلبه واقع المواطن اليمني، فالمسؤولية الاجتماعية ليست ترفاً بل واجب وطني، خاصة في بلد يئن تحت وطأة الحرب والفقر والمرض.
*ختاماً:*
في حين يصنع الكريمي الأثر المالي، فإن جمعية هائل سعيد تصنع الأثر الإنساني، والمواطن اليمني اليوم، لا يحتاج فقط إلى تنفيذ جولات الدعاية، بل إلى تحويل الأمل إلى واقع ملموس في مستشفيات البلاد وغرف العمليات.
وهنا، تبدأ القيم وتنتهي الحكايات.