من لا يرى مشكلة الماء جزءاً من المعركة، لا يفهم أي شيء .

السبت 05 يوليو 2025 - الساعة 01:08 صباحاً

 

لما قرر العميد طارق زيارة تعز وبعد دراسة كاملة لوضع المدينة أراد أن يهدي المدينة شيئاً يعزز صمودها الجبار، فكان الماء هو المشروع الأولي والأهم وقد أستخدمه الكهنوت كسلاح ضد المدينة لسنوات عشر ولذا قرر بعد تفكير وتدبير أن الماء هو الهدية الأهم وقد فعل ذلك بوضع حجر الأساس لمشروع مياه طالوق،اثناء زيارته للمدينة .

 

إختياره لمشروع الماء لم يكن عفوياً ولا إعتباطياً فهو يدرك ولديه خارطة كاملة  للمعاناة الحاصلة ويرى بعيداً ما يمكنه أن يحدث وكيف يتحول ملف المياه الى سلاح للكهنوت وبدوره سبِق كل هذه المعاناة قبل عامين بوضع حجر أساس المشروع لولا إفشاله،للآن .

 

مشروع الماء لم يكن مجرد عمل خيري، أو إنجاز مجرد، بل كان تفصيلاً من تفاصيل المواجهة، وإماتة نقطة قوة يقايض الكهنوت بها هذه المدينة المحاصرة ، وجزء من تحصين المدينة، وأمنها الوطني.

 

هذه الحالة الحاصلة للناس مربكة، لا يحق لك لوم الناس وهم يعجزون عن توفير ماء وقد توفر لهم اثناء سنة أولى حرب وحصار شديد، ولما أستعادت المدينة عافيتها نضب الماء، وبشكل محير، لذا النقاش حول هذا الأمر من صلب المواجهة، ماذا يحدث للمدينة ؟

 

الضجيج حول الماء دون إعتبار هذه الأزمة بعضاً من تفاصيل المواجهة لا يجلب الحل، بل يبعده، والمنطقي أن ندرس هذا الوضع بشكل عميق ومتأني، بعيداً عن كونها معاناة عارضة،ومجرد فشل،والتعمق لقراءة المشهد بعيداً عن الحزبية وتصفية الصراعات.

 

يحاصر الكهنوت تعز لعشر سنوات، ويرفض عودة المياه من أحواص التعزية ، لكنك هنا بعمق هذه الحالة تجد من يكتب عن أزمة الماء ويقول أن المستفيد الوحيك هو طارق ليظهر كمنقذ للمدينة وينسى الكهنوت، ولا أدري كيف يفكر البعض بهذه الطريقة، فمن يحاصر تعز لعشر سنوات ويمنع الماء صار بريئاً ومن أراد إنقاذ الناس متهماً،ههه.

 

من لا يرى مشكلة الماء جزءاً من المعركة، لا يفهم أي شيء .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس