أزمة الماء في تعز… مسؤولية جماعية وليست قضية شخص أو منصب

الجمعه 11 يوليو 2025 - الساعة 08:18 مساءً

 

أزمة المياه في مدينة تعز لم تعد أزمة عابرة أو ظرفية، بل أصبحت جرحاً نازفاً في حياة الآلاف من الأسر، تمسّ كل بيت وكل حي وكل إنسان.

لقد أصبح الحصول على وائت ماء في تعز مهمة شاقة تحتاج إلى مال وجهد وانتظار وحرقة قلب، حيث يُباع الماء اليوم بأسعار خيالية لا يطيقها المواطن البسيط، وسط عجز رسمي مؤلم من القيادة السياسة اولاً، وانشغال مجتمعي لم يرتقِ بعد إلى مستوى التحدي.

 

إننا نرفض اختزال هذه الأزمة في شخص محافظ المحافظة أو تحميله العبء وحده، فالمشكلة أكبر من أي مسؤول، وهي نتيجة تراكمات ممتدة لعقود من الإهمال، والحصار، والانقسام، وانهيار البنية التحتية، واستنزاف الموارد بلا تخطيط.

 

لكن في المقابل، لا بد من وقفة صادقة، فالصمت على معاناة الناس خذلان، وتحميل المسؤولية للغير تنصل، ومن هنا، فإن الواجب يفرض علينا حكومة ومجتمع، إعلام ونخب، مواطنين ومؤسسات أن نتحرك، لا أن نتفرج.

 

الخطر القادم أعظم... الخوف الأكبر هو أن لا تسقط الأمطار في الفترة القادمة (وهو ما يسميه أبناء تعز بلهجه صبرية -الجَحَر حين تجف الأرض والسماء معاً)، وتُستنزف كميات المياه المتبقية بلا بدائل، ولا مصدر مضمون، علينا أن نتحرك الآن، وأن نضع في الحسبان احتمالات الجفاف الطويل، ونسعى بجدية نحو مصادر مستدامة تحفظ هذا الحق لنا وللأجيال القادمة.

 

ولأهل البصيرة والتاريخ كلمتهم...لعل من قال لا في زمانه يفهم...

 

اقول ألف سلام وسلام إلى من كان ينظر إلى تعز بعينٍ حكيمة وبقلبٍ يحمل همّها، عندما بادر وسعى لإيصال الماء من البحر إلى الجبل، عن طريق مشروع تحلية مياه البحر...

 

إنه العظيم شوقي أحمد هائل، عليه وعلى آله أزكى السلام. لقد كان سابقاً لزمنه، وواعياً لاحتياجات مدينته، فحُقّ لنا أن نستذكره اليوم بإجلال واحترام.

 

اليوم لا الغد علينا جميعا سلطة ومجتمع الوقوف على ما يلي:

 

- الاعتراف أن الأزمة حقيقية، وتستدعي إعلان حالة طوارئ إنسانية محلية للتعامل معها.

 

- تشكيل لجان رقابة مجتمعية لإدارة ملف المياه بعيدا عن المماحكات وتوزيع الوائتات من خلالها لضمان تحقيق العدالة في وصول الماء لكل بيت بعيداً عن الابتزاز او المحسوبية.

 

- تشغيل الآبار المتوقفة وربطها بشبكة المؤسسة وعمل شبكات إسعافية تُوصل المياه إلى الأحياء والحارات.

 

- الرقابة على أسعار المياه ووائتات التوزيع، ومحاسبة المتلاعبين بحياة الناس.

 

- الضغط عبر الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لدفع الجهات والمنظمات نحو التدخل الطارئ بدلاً من المناكفات الاعلامية، وبرأيي لو استخدمت كتابات المفسبكين وغيرهم في تسويق أزمة المياة لتدخل العالم لمعالجتها، ولما وصلت تعز إلى ما وصلت اليه، ليس في قضية الماء فقط بل وكل قضايا تعز.

 

- فتح قنوات تنسيق مع المنظمات الدولية لضمان دعم تقني وتمويلي لمشاريع مستدامة في مجال المياه.

 

خلاصة القول: الناس لا تريد شعارات، ولا خطابات، ولا وعوداً موسمية، الناس تريد ماء نظيف يصل إلى بيوتهم بكرامة، دون إذلال أو استغلال، وهذه ليست أمنية.. بل حق أصيل.

الوقت لا يحتمل الانتظار.. والماء ليس ترفاً… بل حياة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس