قيادات ثوبها واسع وغباؤها شاسع
الجمعه 25 يوليو 2025 - الساعة 08:03 مساءً
مجلس الثمانية وحكومتهم المنخمة بالفساد، بحسب بعض الأرقام التي قالها رئيس البنك المركزي وما لم يقله أعظم، يلبسون ثوب القيادات وهي عليهم واسعة فضفاضة. فليس لهم من روح القيادة شروى نقير، كما يقال،
في أزمنة الحرب والأزمات، تحتاج الشعوب قيادات من طراز رفيع يقدسون الوطن وترابه، ليس لهم في الفساد، وليس لهم في الاغتراب، وليس لهم في الضعف والهوان. قيادات تسهر مع الناس وتتواجد في قلب الجبهات، تحشد وتضرب المثل في الصمود والشفافية والتضحية، وليس لنا في هؤلاء الثمانية ومن لف لفهم وحولهم نصيب. فقد اشتبكت مصالحهم وخلافاتهم، وأصبحت خطبهم وكلماتهم وكلمات من يطبلون لهم ثقيلة غير قابلة للهضم.
مجلس الثمانية ليس لهم من القيادة سوى اسمها ومظهرها، ليسوا رجال أفعال بل رجال فرص خاصة لتكديس مزيد من الأموال وسرقة بعض فرص الشباب لصالح شللهم،
لهم قرون استشعار الريح في الإقليم إلى أين تميل. يتلونون حين يتطلب البقاء التلون، ويصمتون حين يكون الصوت عبئًا، ويتكلمون حين يصبح الكلام استثمارًا،
هؤلاء الثمانية ومن معهم، من جهة التحليل النفسي، انتهازيون يعانون من هشاشة هوية نفسية باينة للعين المجردة. لا يحتاج المتابع إلى جهد خاص حتى يدرك ذلك ، يبحثون عن ظلال الإعلام وتصفيق الجمهور، وهم لا ينجزون شيئًا ملموس، يطالبونك بالانضمام إلى جوقة المطبلين كي ينالك شيء من فتاتهم، وأما حقوقك المشروعة فلن تصيب منها شيئًا. كيف ذلك والشعب يموت جوعًا وعطشًا وهم يراكمون الثروات؟
يلبسون بدل أنيقة ويتمظهرون ببدل الكبار على صغرهم في عيون الشعب، ويقلدون لغة الزعماء وهي بلا معنى أو مبنى. يتصرفون كما لو أنهم يملكون رؤية، لكنهم في الحقيقة أطفال في السياسة والإدارة، هذا نفسيا أم فلسفيا، فإنهم حالة سقوط وطني مربع في زمن صعب شاق،
باختصار، إنهم حالة وجود زائف بحسب الفيلسوف هايدغر أنهم نسخة مطابقة للإنسان الذي اختار أن يعيش على هامش المعنى، ويبيع الوطن في مقابل اصطياد فرصة خاصة،
هؤلاء الثمانية ومن تحلق حولهم، مقارعتهم كفاح، وصلفعهتم نضال، وكشف زيفهم وطنية من طراز رفيع. فافعلوا عسى ولعل ذلك يجدي حتى يأتي يوم الخلاص والسلام...