كتاب “شمس المعارف”: السلاح الخفي للحوثيين لترويض القبائل
الاثنين 04 أغسطس 2025 - الساعة 12:09 صباحاً
حين تعجز المليشيات عن كسب ولاء المجتمع بالسياسة والعدالة، تلجأ إلى وسيلة لا تقل فتكًا عن البندقية: السحر والطلاسم.
وهكذا فعل الحوثيون. لم تكتفِ أدواتهم بالرصاص، بل امتدت إلى كتب الظلام، وفي مقدمتها:
“شمس المعارف الكبرى” — أخطر ما كُتب في تاريخ السحر الإسلامي الباطني.
من فاس إلى صعدة: خيوط الجهل
كتاب شمس المعارف الذي ألّفه أحمد البوني في القرن السابع الهجري، لم يكن مجرد نص طقوسي، بل كان مزيجًا مريبًا من:
• التصوف الإشراقي
• الفلسفة الأفلاطونية
• الكابالا اليهودية
• علم الحروف المنسوب زورًا إلى أهل البيت
إنه أشبه بـ”برنامج تشغيل للواقع الغيبي”، استُخدم على مرّ التاريخ لتطويع العامة وخداعهم بإيهامات روحية.
واليوم، يشهد هذا الكتاب رواجًا واسعًا في مناطق سيطرة الحوثيين، وخصوصًا بين من يُطلقون على أنفسهم “السادة” و”المثقفون الباطنيون”، ليس باعتباره تراثًا، بل كأداة للسيطرة والتحكم بالعقول.
الطلاسم لإخضاع القبائل
ليس عبثًا أن تنتشر الطلاسم في قرى القبائل التي تسعى المليشيا لترويضها.
يأتيك “سيد” أو “مقرئ” بعمامة التُّقى، يهمس في أذنك بأنك محسود، أو أنك مصاب بـ”عارض روحي”، ويعرض عليك “الكتاب” كحلٍّ…
ثم يبدأ التلاعب:
وِفْق، طِلْسِم، حجاب… ثم ولاء، ثم طاعة، ثم سقوط.
المجتمع اليمني يُستهدف اليوم بسلاح خفي وخبيث:
• يخلخل إيمانه
• يضعف بصيرته
• ويزرع الخوف في وجدانه باسم الدين
كهنة يدّعون النسب!
الأخطر من ذلك، أن أغلب من يمارسون هذا السحر يدّعون أنهم من “آل البيت”!
من صعدة إلى صنعاء، ومن حوث إلى حجة، تنتشر عشرات الأسماء التي تتخفّى بعباءة “السيد” و”الشريف”، وهي في الحقيقة مجرد طفيليات روحية تتغذى على الجهل والخرافة.
إنهم لا يختلفون عن كهنة العصور الوسطى:
• يحوّلون الدين إلى طلاسم
• ويحوّلون الطلاسم إلى وسيلة لنهب الوعي… قبل المال.
قاعدة بيانات لا “كشف روحاني”
ما يحدث ليس كشفًا غيبيًا، بل تجسس ممنهج مغلّف بطقوس روحية.
هذه الجماعة تمتلك قاعدة بيانات قديمة ومتجددة عن الأسر:
• من يعاني مرضًا
• من فقد عمله
• من يسعى لزواج أو وظيفة
• من مرّ بصراعات أسرية أو اجتماعية
ثم يأتيك “العارف بالله”، ويُدهشك بإخباره عن تفاصيل دقيقة من حياتك.
لكن الحقيقة؟ هي مجرد معلومات جمعتها أجهزة مخابراتهم على مدى سنوات.
هؤلاء ليسوا أولياء الله، بل عيون تجسّسية متنكرة تنتشر في كل حي وقرية، رجالًا ونساءً.
آن أوان الحرق!
لوقف هذا التسلل الروحي الخبيث، لا بد من خطوات حاسمة:
1. كشف هذه الأساليب علنًا في كل منبر إعلامي ومجتمعي
2. مطالبة السلطات بمصادرة كتب السحر وعلى رأسها “شمس المعارف” وكتب الباطنية الشيعية
3. تحصين المجتمع روحيًا وفكريًا، وفهم أن الدين لا علاقة له بالطلاسم والأرقام والهمسات
4. فضح كل سلالي يدّعي كشف الغيب، فهؤلاء كهنة… لا علماء
المعركة القادمة: معركة العقل والهوية
لقد حوّلت السلالة مشروعها إلى تجارة كونية عبر السحر،
وحوّلت الدين إلى منظومة تجسس وأوهام ونسب مزيف…
لكن اليمني حين يعي، لا يُخدع.
إنها معركة وعي وتحرير روحي… قبل أن تكون سياسية.
فلتُحرق كتب الظلام…
وليرتفع صوت العقل…
ولنستعد لمعركة النور.
▪︎ باحثة في الهوية اليمنية، ومتخصصة في تفكيك البنية الثقافية للسلالة