-
السيول تقتل أماً وأطفالها الأربعة وتغرق منازلاً في الجزء الشمالي من المدينة
-
جرفت السيول أجزاء من مخيم الميل، وهدَّمتْ منازل أخرى في المدينة، والمياه غمرت عدداً أكبراً من المنازل
-
مئات الأسر تركت منازلها ونجت بنفسها، وأولادها، لكنها صارت في العراء بلا منازل، وبلا طعام أو ملابس
-
كان هطول الأمطار مصحوباً برياح شديدة تسببت في تعطيل بعض أعمدة وخطوط نقل الكهرباء، وأغرقت مدينة مأرب بالظلام
جرفت سيول الأمطار الغزيرة أُسرة كاملة، مكونة من أم وأربعة أطفال، جميعهم فارقوا الحياة، بعد عصر اليوم، في مدينة مأرب، غرقاً وجرفاً في السيول الغزيرة التي فاجأت الأسرة، وكثير من سكان المدينة، بعد هطول أمطار غزيرة غير مسبوقة.
وقال مصدر مطلع لـ “الشارع”، إن السيل، الناتج عن هطول الأمطار الغزيرة، جرف أسرة ناصر محمد حسين شريان، المكونة من زوجته و٤ أطفاله، من خيمة سكنها في مخيم الميل، الذي تم تجهيزه، قبل نحو شهر، في منطقة “السويداء”، الواقعة في الجزء الشمالي لمدينة مأرب، ليكون للنازحين القادمين من محافظة الجوف.
وأشار المصدر إلى أن الأُسرة التي جرفتها سيول الأمطار تنتمي إلى “قبيلة الجدعان” في مأرب، لكنها كانت تسكن في محافظة الجوف، وعندما سيطرت مليشيا الحوثي على الجوف، غادرت هذه الأسرة، مع آلاف، عائدة إلى مدينة مأرب، واستقر بها الحال في “مخيم الميل”، الواقع في الجزء الشمالي من مدينة مأرب، على الطريق المؤدي إلى “مفرق الجوف”.
وأفاد المصدر أنه تم، حتى الثامنة من مساء اليوم، العثور على جثة الزوجة، وجثتي اثنين
أطفالها، فيما البحث جارٍ عن جثتي الطفلين الآخرين.
وبدأ هطول الأمطار على مدينة مأرب، وحولها، عصر اليوم، واستمر لفترة، ونتجت عنه سيول كبيرة، جرفت الأُسرة المذكورة، وألحقت أضراراً بكثير من المنازل. وقال المصدر أنه تم، في منطقة “الروضة”، استخدام “شيول” لإخراج بعض الأسر من المنازل التي أغرقتها سيول الأمطار.
وقال المصدر: “المطر على مدينة مأرب لم يكن غزيراً، لكن حول المدينة (في منطقة الروضة، والميل، والمناطق المجاورة) كان غزيراً جداً”.
وأضاف: “مئات الأُسر تضررت من السيول، وفقدت كل شيء، ولم تعد تجد سقف يأويها.. هذه الأُسر وجهت استغاثة إلى السلطة المحلية في مأرب، والمنظمات الإنسانية، لإغاثتها وانقاذها”.
واستطرد المصدر: “تقول المعلومات إن هناك سيول قادمة من خولان وجبال الوتدة، ويتوقع أن تصل إلى مخيم الجفينة قريباً، وسيكون ذلك كارثة. منطقة الجفينة تقع أساساُ في مجرى سيل، لهذا ستكون الكارثة أكبر فيها”.
وجرفت السيول أجزاء من مخيم الميل، وهدَّمتْ منازل أخرى في المدينة خارج هذا المخيمالخاص بالنازحين، وغمرت المياه عدداً أكبراً من المنازل، وجرفت ما فيها من أشياء وأدوات منزلية، وتركت الكثير من الأسر منازلها ونجت بنفسها، وأولادها، وصارت في العراء بلا منازل، وبلا طعام أو ملابس، أو بطانيات وفرش تأوي نومها في العراء.
وكان هطول الأمطار مصحوباً برياح شديدة تسببت في تعطيل بعض أعمدة وخطوط نقل الكهرباء داخل مدينة مأرب، وأغرقت المدينة مساء اليوم بظلام دامس.
وتدفقت سيول الأمطار على مدينة مأرب من مناطق حولها، لاسيما من جبال المشجح، وجبال هيلان، وتسببت في هدم العديد من المنازل السكنية وإغمار عدد أكثر من المنازل بالمياه. ودفعت السلطات المحلية في المدينة بسيارات الإسعاف، ورجال الشرطة، إلى المناطق المتضررة، محاولة إنقاذ الناس، لكن رجال الشرطة وقفوا عاجزين ولم يستطيعوا فعل شيء.
ومن المتوقع أن تطلب السلطة المحلية في مأرب، اليوم، من المنظمات الإنسانية إغاثة المنكوبين من سيول الأمطار.
وقال مصدر محلي ثاني لـ “الشارع”: “بسبب نزوح آلاف المواطنين من محافظة الجوف إلى مأرب، هروباً من بطش مليشيات الحوثي، ارتفعت أسعار العقارات بشكل جنوني في مأرب، ما دفع بعض الأُسر إلى شراء أراضي في “منطقة السائلة”، نتيجة رخص أسعار الأراضي فيها، وهذه السائلة هي ممر مائي لسيول الأمطار القادمة من جبال هيلان والمشجح، وتمر منها نحو وسط مدينة مأرب، ثم تتجه نحو صحراء وادي عبيدة”.