الانتصار الحقيقي ليس في الأرقام المؤقتة
الاحد 17 أغسطس 2025 - الساعة 08:54 مساءً
في زمن الحروب يكثر الضجيج وتُخلق انتصارات وهمية لتسويق الوهم للناس، واليوم حين يتم الاحتفاء بانخفاض أسعار السلع أو تحسن طفيف في سعر الصرف، يُراد إقناع المواطن أن ذلك نصر اقتصادي مبين، بينما الحقيقة مختلفة تماماً.
عند بداية الحرب كان سعر صرف الريال اليمني أمام الريال السعودي 57 ريالًا، وأمام الدولار الأمريكي 214.5 ريالًا، وكانت الأسعار في الأسواق أقل بعشرة أضعاف مما هي عليه الآن. فما الذي تغيّر؟!!!!
هل يُعدّ تراجع الأسعار من خمسة عشر ضعف إلى عشرة أضعاف إنجازاً يستحق التهليل؟
أم أن ذلك مجرد تجميل لواقع بائس وصناعة "معركة وهمية" لإشغال الناس عن جوهر الأزمة؟
الانتصار لا يُقاس بمؤشرات ظرفية أو أرقام آنية، بل يُقاس بمدى قدرة الدولة على استعادة وضعها الطبيعي:
- استقرار العملة المحلية عند مستوياتها التاريخية.
- عودة الأسعار إلى معدلاتها العادلة والمتناسبة مع دخل المواطن.
- استقرار مؤسسات الدولة وقدرتها على توفير الخدمات الأساسية.
- بناء اقتصاد منتج مستقل عن الأزمات والمساعدات الطارئة.
إن الشعب اليمني لا يبحث عن فرحة مؤقتة تُمنح له بتخفيض سعر سلعة أو استقرار آني للعملة، بل يبحث عن أمن اقتصادي دائم يرفع عن كاهله أعباء الحرب المستمرة منذ سنوات.
وباختصار، الانتصار الحقيقي ليس في هبوط الأسعار قليلا أو تحسّن صرف العملة مؤقتا، بل في عودة اليمن إلى وضعها الطبيعي:
دولة مستقرة، اقتصاد_حقيقي متماسك، ومواطن يعيش بكرامة..
الشعب الطيب ضحية تفكير النخب فيه للاسف .....
محمد السبئي
2025-August-17أبدعت دكتور