رسالة الحجرية لمن لا يعرفون الحجرية ...!
السبت 17 نوفمبر 2018 - الساعة 06:21 صباحاً
منصور السروري
مقالات للكاتب
تظاهرتي ومسيرة خميس الحجرية 15 نوفمبر 2018 كانت رسالة الحجرية لمن لا يعرفون الحجرية.
رسالة حملت من الدروس والعبر ما يستعصى على غير الحكماء والعقلاء فهمه.
مسيرتي ووقفتي خميس الحجرية بمركز مديرية المعافر النشمة ومركز مديرية الشمايتين بالتربة لا يمكن أن يفهمها الجاهلين بتاريخ الحجرية ... ومن هي الحجرية في الذاكرة التاريخية الوطنية اليمنية.
وكيف يفهم فاقدي المعرفة بالحجرية مالم يحيطون به خبرا.
*
لهذا لم استغرب من الذين وصفوا تلك المسيرتين بالعفاشية وبعضهم ذهب يقارن بكل الغباء المستحكم حلقاته عليه الحمادي بعفاش.
****
نعم إن الغباء حينما ينشب مخالبه على الأذهان لا يمكن لأصحابه أن يفهموا حقيقة وأصل وجوهر الأشياء.
يضاف إلى ذلك الغرور المدقع ... خاصة حينما يقترن الغباء بالجهل بالغرور يستحيل على أصحابه أن يفهموا حقيقة الأشياء.
*
ليلة الأربعاء علق مغرور غبي أنه إذا حضر مسيرة النشمة عشرون شخصا سيعتبرها مسيرة كبيرة.
ويوم الخميس يعلق نفسه الشخص أن المسيرة كانت عفاشية، ويكتب بصفحته ما يناقض غروره بالأمس وقوله أنها عفاشية فيكتب قائلًا الصور مفبركة من ثورة 11 فبراير .
هكذا يتخبطون... يهرفون ويكذبون بكل الصفاقة والوقاحة بل مصدقين انفسهم.
لكأن هؤلاء فقدوا الاحساس بالأشياء... فقدوا احترام الذات ... يكذبوا أعينهم وما تسمعه عقولهم ... بالله كيف سيؤمن ويركن ويوثق عليهم بالبلد وإدارته وهم على هذا الانحطاط بالوعي المزيف.؟
*
حتى لا اولغ كثيرا فقط سأركز على جزئية بسيطة لمن تجاهل أمس مسيرتي التربة والنشمة.
لقد أثبت الذين وصفوا المسيرة تارة بالعفاشية وتارة ان الحمادي هو من نظمها وتارة بأنها إماراتية وقالوا فيها ما قالوا... لقد أثبتوا انهم لا يعرفون الحجرية ومن هي الحجرية وقيمتها الوطنية والمدنية والنضالية والثورية.
*
يا هؤلاء... تلك المسيرتين نظمها أحفاد النعمان وعبد الرقيب عبد الوهاب ومحمد مهيو ب الوحش وتلاميذ عبد الحبيب سالم وعيسى محمد سيف والشيخ الشرجبي وتلاميذ عبد الفتاح اسماعيل وأبناء الشيخ عبد الرحمن صبر ومثقفي ومناضلي الصلو وسامع وقدس والشعوبة والصنة وبني حماد والسواء وأبناء الشمايتين.
تلك المسيرتين نظمتها القوى المدنية بالحجرية وصبر.
ونجحت مسيرتي المعافر والمواسط والصلو وسامع والشمايتين واعترضت مسيرة صبر بضربها بالرصاص حين كانت متوجهة للمعافر صباحا من قبل عيال مسعد مسعدة.
*
نعم لأن الأغبياء لا يتابعون الا ما يراد لهم أسيادهم أن يتابعونه فهم لا يعلمون أن هنالك لجنة تشكلت من عزل مديرية الحجرية وصبر من قبل شهر واشهرت عن نفسها باسم اللجنة المجتمعية العلياء لابناء الحجرية وصبر ....
تكونت من خيرة ابناء الحجرية وصبر من خيرة المؤهلين والمثقفين والمناضلين ،وشخصيات اعتبارية وطنية مشهود لها بالمواقف الوطنية.
هيئة أفرادها ممن دعم بالمال والنفس وقاتل وصمد منذ بداية الحرب ضد المليشيات الحوثية منذ اجتياحهم لتعز.
لقد عقدت تلك الهئية عددا من الاجتماعات متوالية وارسلت عدة رسائل لمحور تعز طالبت فيها بسرعة توجيه الأولوية العسكرية المستحدثة للجبهات لتحرير المناطق المحتلة من المليشيات وليس لانزال تلك الألوية بمناطق محررة اصلآ.
ولما لم يحدث أي تجاوب مع اي من تلك الدعوات المتكررة كثفت اللجنة لقاءاتها وتناقشت فيما بينها ووجدت أن الأمور والتوترات ومظاهر التسليح المفاجئة في كل من التربة ونجد قسيم تحديدا قد تصل الى الاصطدام بين زملاء ورفاق السلاح في بسبب الحسابات السياسية الخاطئة وبسبب الاختراق لتلك الالوية من قبل عناصر حوثعفاشية مهمتها الدفع بالامور الى المواجهات دونما ادراك بتعمد أو بعناد من قيادة تلك الالوية أولا من أنها مخترقة، وثانيا دون ادراك خطورة ما قد تنتجه تلك التوترات لمواجهات على وشك الاندلاع سيكون من شانها ان حدثت تفتيت وتمزيق لحمة الحجرية وصبر بل وكل تعز.
لذلك دعت تلك اللجنة للتعبير عن رفضها لاية محاولات قد تفجر الأمور داخل الحجرية وتعز.
*
ونجحت الدعوة وتجاوبت الحجرية يوم الخميس الذي اصفه بيوم الحجرية المشهود.
إذ عبرت الحشود بالمعافر والتربة من خلال مئات الشعارات التي رفعت عن حجم الوعي ورقي الأخلاق والأهداف الكبيرة التي ينشدها أبناء الحجرية ويكفي أن أسرد هنا مجموعة من تلك الشعارات المكتوبة التي رفعت ليدرك الخراصون بطلان افتراءاتهم وقبح أخلاقهم، وكي اترك لمن يقرأ هذه المقالة حرية أن يحلل تلك الشعارات فأن وجد انها غير نبيلة ولا تمثل مطلب اليمنيين جميعا على نحو خاص ومطلب تعز على نحو خاص فليثبت انها ليست أهدافا نبيلة.
*
من تلك الشعارات:
1 - نريد جيشا للشعب لا جيشا لاي حزب.
2 - نحن ابناء الحجرية نقف الى جانب الجيش الوطني ونطالب بتوجيه الالوية لتحرير بقية تعز والبلاد.
3 - غايتنا جيشا للوطن والشعب لا جيشا سخرة لخدمة أسرة أو جماعة فئوية أو عصابة سياسية.
4 - لا تضيع الأوطان إلا عندما تتحكم بجيوشها أسرة أو جماعة أو حزب ما.
5 - الجيش ليس ركنا للدولة وإنما العمود الذي تستقيم حوله بقية اركان الدولة.
6 - أعطني جيشا وطنيا اعطك دولة وطنية قوية.
7 - هدفنا بناء جيش بعقيدة عسكرية وطنية علمية حديثة لا بعقيدة متخلفة حزبية أو طائفية.
8 - جيش يحل الهوية الوطنية محل كل الهويات القاتلة (الجملكية، العسقبائلية، المذاهبية ، والحزبية).
9 - نريد ألوية عسكرية تتجه لتحرير المديريات المحتلة وليس لتحرير المحرر.
10 - اي لواء عسكري يتخلى عن تحرير مناطق يحتلها الحوثيين ويستهدف المناطق المحررة ليس سوى عصابة سياسية تخفي أهدافا مشبوهة تحد من سرعة تحرير البلاد لصالح الميلشيات.
11 - رفع المعسكرات المستحدثة والتوجه الى بالجبهات .
13 - نريد ألوية عسكرية تحرر تعز لا ألوية تزرع الفتن بين أبناء تعز.
*
تلك كانت مجموعة من الشعارات التي رفعت في كلا التظاهرتين.
شعارات تصب كلها في مجرى واحد هو " ضرورة تحرير تعز، وتوجيه كل الالوية العسكرية بتعز الجبهات".
*
ان مقارنة هاتين التظاهرتين وحشوديهما بحشود عفاش التي كانت تتم من اموال الشعب مقارنة تعكس مدى سذاجة من يعقدونها.
إن حشود الحجرية وصبر تداعت كاستجابة طبيعية للجنة التي نظمت تلك الفعالية، واستجابة طبيعية لمدنية الحجرية وتراكم لتركتها الضخمة نضاليا ووطنيا وثقافيا تركة تراكمية تؤكد أن للحجرية وصبر تاريخا كبيرا للمبادران والاحتشادات والتظاهرات الوطنية في مختلف المنعطفات التاربخية الحادة وكلما استدعت الحاجة اليها.
ان من يعقد مثل تلك المقارنة لا يعرف الحجرية ولا تاريخها النضالي ومبادراتها الثورية السلمية وتضامنها مع كل الأعمال التي من شأنها ان تمنع اية اخطار تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء الحجرية وصبر وكل تعز.
مظاهرات النشمة والتربة ومظاهرة المسراخ التي تم قمعها ومنعها من الوصول للنشمة ليست الا تعبيرا مكثفا متوقعا للحجرية وصبر، بل من الطبيعي ان نشاهدها بأي وقت ومكان.
***
أخيرا...
تلك التظاهرتين لم تكونا من أجل العميد الركن عدنان الحمادي، وانما كانتا من أجل تعز، ومن أجل اليمن.
وان ظهرت اية شعارات او ذكر في خطابات تلك التظاهراتين فليس إلا إحتراما للقائد الحمادي كونه أبن هذه الجبال التي خرج منها وعكس همومها وعبر عن استحقاقاتها الوطنية بحمله لمشروع الحجرية الذي يتميز بانه المشروع الحقيقي للدولة التي ينشدها كل اليمنيين.
من هنا يأتي تقدير وحب الناس للحمادي ليس في الحجرية ولا في تعز وانما لدى كل الوطنيين الشرفاء على طول وعرض اليمن لأنهم يعلمون علم اليقين ان من قال لا يوم كان وحيدا الا من مقاتلين لا يصل عددهم 700 مقاتل في بداية اجتياح عفاش والحوثي لليمن، من قال يومها لا لا للانقلاب ... لا لجرف سبعة عقود من نضال اليمنيين وتوقهم لبناء دولة لا يمكن ان يقول نعم لرهن القضية الوطنية والمزايدة بها والسماح لتفتيت البنية الاجتماعية والثقافية والمدنية لتعز.
من هذه القيم الكبيرة يستمد الحمادي حب ودعم شرفاء وعقلاء وحكماء اليمنين له فوق كل شبر بالبلاد.