"سبعة نفر".. بل سبعة أضعاف قلوبهم على الوطن

الاحد 28 سبتمبر 2025 - الساعة 09:13 مساءً

 

منذ الإرهاصات الأولى للعمل الوطني كان الناصري هو الحصن المنيع الذي وقف في وجه الظلم، وصنع لنفسه مكانة لا يزاحمها أحد في وجدان الناس، لأنه انحاز للحق، ودفع في سبيله أثماناً غالية من التضحيات والدماء والسجون.

 

لقد حاول خصومه مراراً وتكراراً النيل منه بالاستهزاء أو الانتقاص، فسخروا منه، واستهانوا، ووصفوه بـ "سبعة نفر"، غير أن هذه السخرية سرعان ما تنقلب عليهم حسرة وغيظاً؛ فكلما وقع حدث أو انكشفت حقيقة أو هبَّ الشارع غاضباً، يكتشفون أن وراء ذلك موقفاً ناصرياً صلباً يفضحهم، ويثير الرأي العام ضد عبثهم.

 

إنهم يزعمون أنهم أقوياء بالأعداد والحشود ويقولون: "سبعة نفر"، ولكن ما بالهم يرتجفون كلما تحدث الناصري؟ ما بالهم يفقدون صوابهم إذا ما ارتفعت رايته أو دوّى صوته؟ ما بالهم يحشدون الجيوش الإعلامية والسياسية لمواجهة موقف صادر عن من يزعمون أنهم قلة؟

 

أيُّ مفارقة هذه؟

أحزاب تملك المال والإعلام والمقرات، ترتبك أمام حفنة كلمات تخرج من قلب ناصري واحد، وتنهار حججها أمام منطق بسيط لكنه صادق، فتضطر للرد والتبرير، وكأنها تواجه جيشاً جراراً لا فرداً أعزل.

 

الحقيقة التي يعجزون عن إنكارها أن الناصري ليس بعدد أفراده، والذي يمتلك منهم الألف ولو دعاهم لهب الشارع كله معه، الناصري بفكرته، وتاريخه، ورصيده الأخلاقي والسياسي، وبوفائه لمبادئه التي لم يساوم عليها قط.

 

الناصري مدرسة في النضال، ورسالة في الوفاء للشهداء والأحرار، وميزانٌ للحق حين تختلط الأصوات وتغيب البوصلة.

 

قالوا: "سبعة نفر".. وما أدراك ما السبعة!.. سبعة قد يوازون أمةً بأكملها، حين يصدقون مع أنفسهم ومع شعبهم.

 

لقد صار شباب الناصري اليوم هم السلاح الأشد مضاءً، لا يرهبون المنابر، يواجهون قيادات مترهلة بكلمة حق، ويضعون الإعلام الموجَّه في زاوية ضيقة لا مخرج منها. وإذا كان الكبار قد صنعوا تاريخاً مشرفاً منذ فجر الثورة، فإن الشباب اليوم يجددون ذلك التاريخ في زمن آخر، بأدوات جديدة، وبإيمان لا يقل صلابة.

 

سبعة نفر؟! بل سبعة أضعاف قلوبهم على الوطن، وسبعة أضعاف صدقهم مع الناس، وسبعة أضعاف عزيمتهم التي تزلزل ما تبقى من أصنام الاستبداد والفساد.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس