الإنتصار لدم الشهيدة افتهان المشهري..

الخميس 02 أكتوبر 2025 - الساعة 07:21 مساءً

 

الشهيدة افتهان المشهري واجهة اليمن الحضارية وشمس تعز التي لا تغيب ، ومدرسة القيم الوطنية التي نفتقدها ، ويفتقدها غالبية مسؤلي وقيادات الدولة المدنية والعسكرية  .

 

عملت بكل إخلاص وتفاني - في بحر لجي من الفساد والافساد والاجرام ، من أجل تحسين صورة تعز التي لطختها أيادي المسؤلين والمتنفذين والمتهبشين ، طوال عشرة أعوام ماضية ، وأخذت على عاتقها مسؤلية نظافة المدينة وشوارعها والانتصار لحقوق العمال والموظفين في صندوق تحسين النظافة ، بعد أن حولتهم السلطات الحاكمة في تعز لمجرد آلات تحصيل للموارد التي يتقاسمها مسؤليها والمتنفذين عليها .

 

واجهت بشراسة واقتدار هوامير الفساد ووجاهات الافساد وصمدت أمام طوفان الاجرام والفوضى والعبث الذي يدار في تعز بأيادي خفية تتستر عليها وتحميها السلطات  الحاكمة لتعز ، واستطاعت خلال فترة توليها لمنصب مدير عام صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز ، أن تجتاز الكثير من الصعوبات والمعوقات التي إعترضت طريقها - لتشكل مسار جديدا لممارسة عمل القيادات الحكومية في مدينة تعز ، بعد أن إقتصر الأمر أمام القيادات التنفيذية الحكومية لخيارين فقط لا ثالث لهما وكما ذكرت ذلك في أحد التسريبات الهاتفية التي كانت تجريها وتعبر من خلالها عن حجم معاناتها  ، حيث قالت : كل من يتعين في منصب حكومي في هذه المدينة تفرض عليه السلطات الحاكمة خيارين : 

الاول : ان تسير مع الركب وتشارك معهم في زفة الفساد ونهب المال العام وتسكت عن كل الجرائم التي تحدث امامك .

 

الثاني : ان تستقيل وتترك منصبك إذا اردت ان تكون نظيف اليد وخالي البال  .

 

لكنها اختارت لنفسها مسارا اخر فرضته بحنكة وذكاء ، وقطعت فيه شوطا كبيرا يمكن البناء عليها مستقبلا -  إن ارادت القيادة الشرعية للبلاد انقاذ تعز وإعادة تأهيلها لتكون بالفعل حاضنة للمشروع الوطني المدني .

 

يبقى الامر مرهون بقرار القيادة الشرعية الحاكمة للبلاد - في إعادة الاعتبار للوظيفة الحكومية والانتصار للقيم الوطنية واستكمال ذلك النهج الرشيد والسليم في تحسين صورة تعز -  وتحسين واجهات السلطة الشرعية المتمثلة بمجلس القيادة الرئاسي ، والتي فقد الكثير من الناس الامل فيها .

 

ولكي تتضح الصورة بشكل أكبر ، الشهيدة افتهان المشهري رحمها الله لا تحتاج إلى تمثال ولا إلى اطلاق اسمها على شارع أو جولة مرورية في مدينة تعز  لتخليد ذكراها ، بل تحتاج إلى استكمال مشروعها في مواجهة الفساد وقطع أيادي المتنفذين والانتصار لدماء الشهداء الذين سقطوا برصاص العصابات الاجرامية التي تتمتع بحماية أمنية وعسكرية من قبل الادارة الحاكمة لسلطات تعز .

 

يحب أن يكون هناك تغيرات جذرية لكل القيادات الإدارية والامنية والعسكرية ، وإعادة هيكلة الوحدات العسكرية التي تم انشاؤها خارج سياق الهيكل الرسمي للمؤسسة العسكرية للدولة اليمنية ، وملاحقة كل العصابات الاجرامية التي تعبث بأمن واستقرار  محافظة تعز وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم وفقا لأحكام الشرع والقانون ، والقصاص من كل القتلة ، وضبط عملية حمل السلاح ، والحفاظ على موارد المحافظة وتحسين أوضاع الموظفين والعاملين ورفع مستوى الخدمات الحكومية للتخفيف من معاناة المواطنين ، ومنع السلطات الحزبية والمتنفذبن من التدخل في قرارات السلطة المحلية ، ليكون مصدر القرار فقط بيد الدولة وحكومتها واجهزتها الرسمية .

 

بهذه الطريقة يمكننا الانتصار لدم الشهيدة افتهان  ودماء كل الضحايا الذين سقطوا في تعز خلال السنوات الماضية ، وهو ايضا انتصار للمشروع الوطني الكبير ولاهداف ومبادئ ثورات اليمن الخالدة .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس