الدولة والمثقف الهدّام

الاحد 05 أكتوبر 2025 - الساعة 03:25 صباحاً

 

تحكم الدول بحقائق الجغرافيا والتاريخ، وتدار بالسياسة والاقتصاد، أو يجب أن تكون كذلك.

 

الدولة ليست حزبًا سياسيًا حتى تُخضعها لمقارباتك ونظرياتك الأيديولوجية.

 

وليست جمعية خيرية وهبها الله لمن يرون أنهم عباده المؤمنون.

 

بل هي مكتسب وجودي وإرث يقاوم الاندثار ونزعات الهيمنة والسطوة.

 

الشاهد أن كثيرًا من المثقفين العرب يتعاملون مع الدولة الوطنية العربية كما لو أنها “الشيطان” الذي يجب رجمه ونبذه، بل إن كثيرًا من أولئك المثقفين يعتقدون أن مهاجمة الدولة وتعبيرها الدستوري والقانوني المتمثل بـ”النظام السياسي” تكسبهم تعريف “المثقف” وما يترتب على هذا التعريف من استحقاقات.

 

عمومًا، هذا الجنس من المثقفين في الغالب لا يملكون معرفة حقيقية وعملية، بل شعاراتية وطوباوية نرجسية،وعادة ما تتحكم بهم إما الدوافع الأيديولوجية أو الأجندات الخارجية.

 

فتراهم دائمَي السخط والمجابهة للدولة دون إدراك لحقيقتها وسياقاتها التاريخية ومشاغلها الوظيفية وتحدياتها الوجودية، التي تفرضها نزعات الهيمنة والسيطرة الدولية، والتدافع المستمر بين الأمم.

 

هؤلاء الساخطون الناقمون في الغالب لا يستطيعون تقديم حلول عملية لعِلل الدولة وعيوبها التي يتحدثون عنها، فهم إما يرددون شعارات أو يسقطون أمامك مجموعة من المماثلات الغبية، فتراهم يُماثِلون بين بلدٍ عمرُ دولته 200 عام وبلدٍ عمر دولته 20 عامًا، متجاهلين سياقات التطور والتراكم والفرص ومسارات التاريخ المتغيرة.

 

لديهم كليشيهات جاهزة، وشعارات قديمة، وعبارات محفوظة، ويريدون أن يحصلوا مقابلها على استحقاقات... وهؤلاء هم المثقفون الهدّامون.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس