لم يكن السحر كما ظننا، تعاويذ تُهمس في جوف الليل، أو طلاسم تُخبّأ تحت الوسادة.

السحر الحقيقي... أن يُفرّق بين المرء ولقمة عيشه، أن يُسلب الموظف راتبه الزهيد، ويُقنعوه بأن العمل فضيلة لا يُجزى عليها.

أي سحر هذا الذي يجعلنا نحب القيود، ونُزيِّن الأغلال، ونُصفّق للسلاسل التي تُنهك أعمارنا؟

أي لعنة هذه التي تجعلنا نحمد الفقر، ونبرر الظلم، ونُقسم أن العطاء بلا مقابل... عبادة؟

دخل الشهر الرابع وموظفوا الشرعية بلا راتب، يستيقظون صباح كل يوم، منهم من يستدين أجرة المواصلات للذهاب إلى عمله، ومنهم من لا يجد من يدينه فيذهب سيرا على الأقدام ليستهلك ما تبقى من حذائه الذي تتجاوز قيمته نصف راتب البعض إذا ما أراد استبداله.

اللهم إن كان ما نعيشه سحرا فابطله، وإن كان عبودية ارتضيناها لأنفسنا فإننا نستحق ما نعيشه.