محامي الشعب .. شوكة في حلق أمراء الحرب
الثلاثاء 07 أكتوبر 2025 - الساعة 06:38 مساءً
كلما اشتدّت حملات التشوية ضد الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبدالله نعمان، كلما انكشف معدن الرجل أكثر، وظهر حجم الرعب الذي يسببه حضوره المدني المتماسك في مشهد تغوّل السلاح والميليشيات، وعلوّ صوت البندقية على أصوات الساسة.
وفي كل حملة مدفوعة ضده، يرتفع صدى شعبيته بين الناس، وتنكشف حقيقة من يسعون لتشويه صورته وشيطنته. كل ذلك ليس سوى دليل على عمق حضوره المدني وقوة تأثيره، فكل محاولة لتشويهه تأتي بنتائج عكسية، وتزيد من وهج احترام الناس له، وتثبت أن مكانته الراسخة بين صفوفهم لا تتزعزع.
إنهم يرمونه بتهم العمالة والخيانة، بينما لا يملك الرجل سوى صوته، وتنظيم سياسي مدني لم يمتلك مليشيا مسلّحة، ولم يفكّر حتى في ذلك، في زمنٍ أصبح فيه الجميع يمتلك مليشيا تنخر مؤسسات الدولة وتضعفها.
أي تهديد يمكن أن يشكّله رجل بلا مليشيا، بلا سجون سرية أو معتقلات، بلا ثروات؟ التهديد الحقيقي أنهم يخافون من الكلمة حين تصدر عن صاحبها بثبات ووضوح، لأنها تفضح زيفهم وتكشف عوراتهم.
عبدالله نعمان ليس خصمًا في ميدان الصراع المليشاوي في خندق الشرعية، لكنه شوكة في حلق كل من يعتقد أن السياسة لا تكون إلا على فوهة بندقية.
إنه امتحان عسير لمن جعلوا الولاءات الخارجية بديلًا عن الانتماء الوطني، ومن حوّلوا السلاح إلى هوية ومهنة، ومن استباحوا الدولة وجعلوا منها غنيمة. وأمام رجل مدني لا يملك سوى إيمانه وسعيه لبناء مؤسسات الدولة، يبدون عُراة.
نعمان الرجل الذي لم يغادر مربع القيم الوطنية، ولم يبع موقفه، ولم يغيّر لونه، بل غلّب مصلحة الوطن والشعب على كل الظلم الذي لحق بالناصريين، يظل عصيًّا على التدجين. إنه صفعة على وجوه أمراء الحروب.
لقد قالوا عنه "عميلًا" لأنه لا يتقن صناعة المليشيات والرضوخ للخارج. لكن الحقيقة أنهم يرونه خطرًا لأنه يمثل ما يفتقدونه: السياسة النظيفة، النزاهة، والجرأة المدنية.
ومن هنا، يظل عبدالله نعمان واحدًا من القلائل الذين لا يملكون سوى صدقهم، ومع ذلك يربكون من يملكون المال والسلاح والسلطة والداعم الخارجي.
فبينما اختارت قيادات المكونات السياسية العيش في عواصم المنافي، وتستمتع بالرفاهية بعيدًا عن وجع الناس، فضّل عبدالله نعمان أن يبقى في قلب تعز، المدينة الجريحة، يعيش بين آلامها وآمالها.
هذا القرار وحده شهادة على صدق الرجل وانتمائه؛ فمن اختار أن يتقاسم مع شعبه المعاناة، هو الأكثر أهلية ليتحدث باسمهم ويدافع عنهم.
يستحق نعمان بجدارة أن يُلقّب بـ"محامي الشعب اليمني"، لأنه اختار أن يكون في صف البسطاء، ومن الشعب وإليه. لم يساوم على حق، ولم يتخلَّ عن موقف، ولم يبع قضية في أسواق السياسة الرخيصة.
هو وجه السياسة النظيفة، وهم صورة السياسة المشوّهة. هو الثبات، وهم التقلّب. هو الشجاعة، وهم الارتهان.